قصص عالمية

قصة لعقة من العسل

🕯️ العنوان: لعقة من العسل… حين تُنسينا الدنيا أننا معلّقون بين موتٍ وقبر

قصة رمزية مؤثرة، تُروى كحلم لكنها تُعبّر عن واقع كل إنسان. فيها يركض المرء من الموت، ويتعلّق بالحياة، ويُحاصر بالخطر من كل جانب، ثم يُغويه طعم الدنيا، فينسى أنه معلّق بين السماء والأرض، بين الأمل والخاتمة. إنها قصة عن الغفلة، وعن حلاوة الدنيا التي تُنسي مرارة المصير.

📖 المقتطف الرمزي

“لعقة من العسل كانت كافية لينسى أنه بين فكي الموت… معلّقٌ بحبلٍ يقرضه الزمن، وتحت قدميه قبرٌ مفتوح، وفوقه ملكٌ لا يُخطئ الهدف.”

📚 القصة كاملة بأسلوب سردي رمزي

في أدغال إفريقيا، حيث الأشجار تحجب الشمس، والعصافير تُغني للحياة، كان رجلٌ يتأمل جمال الطبيعة، حتى قطع تأمله صوتٌ مرعب. التفت، فإذا بأسدٍ ضامر الجسد، جائع، يركض نحوه بسرعة لا تُصدّق.

ركض الرجل بكل ما أوتي من قوة، حتى رأى بئرًا قديمًا، فقفز فيه، وتعلّق بحبلٍ يتدلّى في جوف البئر. هدأ قليلاً، لكن صوته ارتجف من جديد حين سمع زئير ثعبان ضخم في قاع البئر. وبينما هو معلّق بين الموتين، ظهر فأران، أحدهما أبيض والآخر أسود، وبدآ يقرضان الحبل.

أخذ يهز الحبل، يتأرجح، يصطدم بجدران البئر، حتى لمس شيئًا لزجًا… كان عسلًا. تذوّقه، فاستلذّ بطعمه، ونسى الأسد، والثعبان، والحبل، والفأرين… حتى استيقظ من نومه، فزعًا.

إقرأ أيضا:أجمل روايات أجاثا كريستي

ذهب إلى عالمٍ يطلب تفسيرًا، فقال له الشيخ مبتسمًا:

  • الأسد هو ملك الموت
  • الثعبان هو القبر
  • الحبل هو العمر
  • الفأران هما الليل والنهار
  • والعسل… هو الدنيا، من حلاوتها تُنسيك أنك معلّق بين موتٍ وحساب.

🔍 التحليل الرمزي

القصة تُجسّد حال الإنسان في الدنيا. يهرب من الموت، يتعلّق بالحياة، يُحاصر بالخطر، ويُغويه طعم الدنيا. الفأران اللذان يقرضان الحبل هما الزمن الذي لا يتوقف، والثعبان هو النهاية التي تنتظر، والأسد هو القدر الذي لا يُخطئ.

أما العسل، فهو فتنة الدنيا، لذّتها، شهواتها، التي تُنسي الإنسان أنه في رحلة قصيرة، وأنه معلّق بين بداية ونهاية، وأن كل لحظة تمرّ تقرّبه من المصير.

🏁 الخاتمة: حين تُصبح لعقة العسل غفلةً عن الحقيقة

هذه القصة ليست مجرد حلم، بل مرآة لحياة كل إنسان. فيها تذكير بأننا نعيش في عالمٍ جميل، لكنه لا يدوم، وأن كل لحظة نغفل فيها عن الآخرة، هي لعقة من عسلٍ تُنسينا أننا معلّقون بحبلٍ يقرضه الزمن.

إقرأ أيضا:تلخيص قصة قنديل ام هاشم

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همّنا، ولا مبلغ علمنا، واجعلنا ممن يتذوّق العسل، لكن لا ينسى أن وراءه موتًا وحسابًا.

السابق
ماهي عملة النمسا
التالي
حكم تداول العملات