🐍 العنوان: الغراب والثعبان — حين تكون الحيلة أذكى من الانتقام
في عالم الحيوان، حيث تتكلم الطيور وتفكر الثعالب، يواجه غراب مأساة متكررة: ثعبان أسود يلتهم فراخه كلما فقسوا. في لحظة غضب، يقرر الانتقام، لكن صديقه ابن آوى يوقفه، ويقترح عليه حيلة ذكية تُنقذه من الثعبان دون أن يُعرض نفسه للخطر. القصة تُجسّد كيف أن الحكمة أحيانًا أقوى من الشجاعة، وأن الحيلة المدروسة قد تُنقذ ما لا تُنقذه المواجهة المباشرة.
📖 القصة
كان للغراب وكرٌ في شجرة على جبل، وبالقرب منه جحر ثعبان أسود. كلما فقس الغراب فراخه، تسلل الثعبان وأكلهم. حزن الغراب، وذهب يشكو لصديقه ابن آوى، وقال له: “سأفقأ عيني الثعبان وهو نائم”. لكن ابن آوى حذّره من هذه الحيلة، وقال له: “بئس ما عزمت عليه، فقد تهلك نفسك، كما فعل العلجوم حين أراد أن يخدع السرطانة فهلك”.
ثم قص عليه قصة العلجوم الذي ادّعى الحزن ليخدع السمك، فكان يحملهم إلى تل ويأكلهم، حتى جاء السرطان، فطلب منه أن ينقله، وحين رأى عظام السمك، أدرك الخدعة، وقتل العلجوم.
قال ابن آوى للغراب: “الحيلة قد تقتل صاحبها إن لم تكن مدروسة. لكني سأدلك على طريقة تقتل بها الثعبان دون أن تمسّك الأذى”. اقترح عليه أن يخطف عقدًا من حليّ النساء، ويطير به أمام أعين الناس، ثم يرميه عند جحر الثعبان. وهكذا، سيتبع الناس العقد، وعندما يجدونه عند الجحر، سيقتلون الثعبان لاسترجاع الحلي.
إقرأ أيضا:قصة علي بابانفذ الغراب الخطة، فاختطف عقدًا من امرأة نبيلة كانت تغتسل على سطح منزلها، وطار به حتى ألقاه عند جحر الثعبان. تبعه الناس، وعندما وصلوا، قتلوا الثعبان واستعادوا العقد.
🏁 الخاتمة والحكمة
في نهاية القصة، يُقال: “إعمل الفكر مليًا في هذا المثل، فإنك ولا شك ستبصر معانيه، فضلاً عن كونك قد ضحكت أو عجبت منه.”
إقرأ أيضا:تلخيص قصة سهرت منه اللياليالحكمة: لا تكن متهورًا في ردّ الظلم، فبعض الحيل قد تُهلك صاحبها، لكن الحيلة الذكية قد تُنقذ وتنتصر دون أن تُراق فيها قطرة دم. الحكمة ليست في القوة، بل في حسن التدبير.