قصص دينية

قصة قوم ثمود

📜 قصة قوم ثمود ونبيهم صالح عليه السلام: المعجزة والعاقبة

قصص الأمم السابقة في القرآن الكريم ليست للتسلية، بل للعظة والعبرة، ولتكون مرآةً نتأمل فيها مصير من كذبوا الرسل ورفضوا دعوة الحق. ومن بين هذه القصص، تبرز قصة قوم ثمود الذين أرسل الله إليهم نبيه صالح عليه السلام، فأنكروا دعوته، وكذبوا بآيات الله، فحلّ بهم العذاب بعد أن أعرضوا عن المعجزة البينة.

🧭 نبذة عن قوم ثمود ونبيهم صالح عليه السلام

قوم ثمود هم عرب من نسل عاد، سكنوا منطقة الحجر شمال غرب المدينة المنورة، وتُعرف اليوم بمدائن صالح. كانوا أصحاب قوة جسدية عظيمة، نحتوا البيوت في الجبال وبنوا القصور. أرسل الله إليهم النبي صالح بن عبيد بن هشام، وكان من أشرافهم، معروفًا بالحكمة والعقل، يُرجع إليه في الخصومات، وكانوا على وشك أن يجعلوه ملكًا عليهم قبل أن يُبعث بالرسالة.

📖 القصة

بدأ النبي صالح عليه السلام دعوته إلى قومه بتوحيد الله وترك عبادة الأصنام، وذكّرهم بنعم الله عليهم، وحذرهم من مصير مشابه لما حلّ بقوم عاد. لكنهم تكبروا وتعنتوا، واتهموه بالكذب والسحر، وتساءلوا لماذا اختاره الله من بينهم.

ازداد استهزاؤهم حين خاطبوا من آمن معه قائلين إنهم كفروا بما آمنوا به، ونشروا إشاعة أن صالح ومن معه مشؤومون، وأن من يبتعد عنهم ينعم بحياة سعيدة.

إقرأ أيضا:قصة الصحابي ثعلبة

ومع ذلك، استمر صالح عليه السلام في دعوته، حتى طلبوا منه معجزة، واشترطوا أن يخرج لهم ناقة عظيمة من صخرة، تكون عشراء وتشرب ماء القرية كله. دعا صالح ربه، فاهتزت الصخرة وخرجت منها ناقة ضخمة كما طلبوا، فبهتوا من هول المشهد.

قال لهم صالح إن هذه ناقة الله، لها يوم للشرب ولهم يوم، وحذرهم من إيذائها. لكن كبراءهم خافوا من تأثير المعجزة على الناس،

فاجتمعوا وقرروا قتل الناقة، ونفذوا ذلك. توعدهم صالح عليه السلام بالعذاب بعد ثلاثة أيام، فخططوا لقتله ومن معه، لكن الله أمره بالخروج من القرية، ثم أرسل عليهم صيحة عظيمة أهلكتهم جميعًا، ولم يبق منهم أحد.

📌 نقاط إضافية مهمة

  • مكان وقوع القصة: الحجر، شمال غرب المدينة، وتُعرف اليوم بمدائن صالح.
  • صلة نسب ثمود بعاد: كلاهما من نسل سام بن نوح عليه السلام.
  • الناقة كمعجزة: خرجت من صخرة، وكانت تشرب ماء القرية، وهي آية من آيات الله.
  • صيحة العذاب: جاءت بعد ثلاثة أيام من قتل الناقة، وأهلكت القوم جميعًا.
  • دروس مستفادة: خطورة التكذيب بالرسل، وضرورة التفكر في آيات الله، وعدم الانسياق وراء الكبراء المضللين.

🏁 الخاتمة

قصة قوم ثمود ونبيهم صالح عليه السلام تظل شاهدًا على عاقبة الكفر والتكذيب، وعلى رحمة الله التي تسبق عذابه، إذ أرسل لهم آية عظيمة، ودعوة صادقة، لكنهم أبوا إلا العناد. إنها دعوة للتأمل في سنن الله في خلقه، والاعتبار بما حلّ بالأمم السابقة، والتمسك بدعوة الحق قبل فوات الأوان.

إقرأ أيضا:قصة الزبير بن العوام
السابق
قصة سيدنا زكريا كاملة
التالي
قصة يونس عليه السلام