قصص عربية

قصة عن صلة الأرحام

📌 حين فات الأوان – قصة أخوين فرّقتهما القسوة وجمعهما الندم

📖 القصة الكاملة

بدأنا يومنا كالعادة في نزاعٍ لا يتوقف، أنا وأخي، الذي كنت أراه خصمًا لا شقيقًا، عدوًا لا سندًا. لم نكن نحب بعضنا، أو ربما لم نعرف كيف نحب. لم نفهم معنى الأخوة، ولم نمنح أمنا لحظة سلام، رغم محاولاتها المستميتة لتصالحنا.

كنت ألوم والدي أحيانًا، لأنه لم يكن كما حلمت، جامدًا، رسميًا، لا يعبّر عن مشاعره، ولا يتدخل في نزاعاتنا إلا بجملة واحدة:

“سيأتي يوم يعرفون فيه قيمة بعضهما.”

كبرنا، وتزوجنا، وافترقنا، فارتحت من النزاع، لكن كل لقاء في بيت العائلة كان يعيد الحرب، حتى انتقلت إلى زوجتينا، فصارتا تتقاتلان كما كنا نفعل، كل واحدة تمثل فريقها، وكل واحدة تريد الانتصار.

ثم ماتت أمي، ومات بعدها أبي بخمس سنوات. تقاسمنا الإرث، وبدأت رحلتي في عالم الأسهم، طمعًا في الثراء، فخسرت كل شيء: المال، الحلم، الصحة، حتى عيني اليمنى.

وفي لحظة انكسار، زارني صديق قديم، مدّ لي يد العون، وأعطاني نصف مليون ريال، وقال:

“احسبه دينًا إن أردت، فقط انهض من جديد.”

نهضت، ونجحت، وشكرت الله. ثم عاد الصديق، وقال لي ما لم أتوقعه:

إقرأ أيضا:قصة علاء الدين

“المبلغ كان من أخيك… الذي يحتضر الآن، ويريد رؤيتك.”

هرعت إلى المستشفى، والندم ينهشني. رأيته، أمسك يدي، قبّلت جبينه، وقلت:

“سامحني.”

فنزلت دمعة من عينه، ومعها شهق أنفاسه الأخيرة. مات أخي، ومات معه جزء من قلبي لم أكن أعرفه.

إقرأ أيضا:قصة الشاطر حسن

الخاتمة والعبرة

  • لا تؤجل الحب، فربما لا يأتي الغد.
  • الأخوة ليست دائمًا سهلة، لكنها أثمن من أن تُهدر في نزاع.
  • بعض القلوب لا نعرفها إلا حين نفقدها.
  • الندم لا يُعيد الزمن، لكنه يُعلّمنا كيف نحب من تبقّى.
السابق
أين يقع قبر كليب
التالي
قصة هلاك قوم عاد