📘 قصة عن بر الوالدين – حين يتكلم الحب بلغة الفعل
جدول المحتويات
بر الوالدين ليس مجرد خلق يُعلّم، بل هو فطرة تُغرس، وسلوك يُمارس، وعبادة تُقرّب إلى الله. في زمن تتسارع فيه الحياة، وتزداد فيه الانشغالات، تبقى قصص البر هي النور الذي يضيء القلوب، ويوقظ الضمائر، ويُعلّم الأبناء أن الجنة تحت أقدام الأمهات، وأن رضا الوالدين هو مفتاح رضا الله. إليك قصتين مؤثرتين، تُجسّدان معنى البر، وتُظهران كيف يمكن للحب أن يتجاوز القيود، وأن يتحول إلى فعلٍ يخلّد صاحبه في القلوب.
✍️ القصة الأولى: حظًا موفقًا أبي
في إحدى القرى الفلسطينية، كان شيخ كبير يتمنى أن يزرع أرضه بالفجل، كما اعتاد أن يفعل مع ابنه الوحيد، الذي اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي. كتب الأب رسالة إلى ابنه، يعبر فيها عن شوقه، وألمه، وحاجته إلى من يعاونه في حراثة الأرض.
بعد أيام، تلقى رسالة من ابنه المعتقل، يحذّره فيها من حرث الأرض، لأنها تحتوي على أسلحة مدفونة. لم تمضِ ثلاثة أيام، حتى داهم الجنود الإسرائيليون المنزل، وقاموا بحفر الأرض بحثًا عن الأسلحة، لكنهم لم يجدوا شيئًا، فانصرفوا.
وبعد أيام، وصلت رسالة أخرى من الابن، يقول فيها: “الآن يمكنك يا أبي أن تزرع الفجل، فقد كتبت ذلك كي يأتوا ويقلبوا الأرض، وهذا أكثر ما يمكنني فعله لأساعدك، فارجُ رضاك، وإن شاء الله أساعدك العام المقبل”
إقرأ أيضا:قصة مسلسل روبيكانت تلك الرسالة درسًا في البر، حين يتحول الحُب إلى حيلة ذكية، تُخفف عن الوالد، وتُعبّر عن الوفاء، رغم الأسر والبعد.
✍️ القصة الثانية: أجمل غرفة لي عندما أكبر
في بيتٍ يسكنه الحب، كانت أمٌّ تجلس مع أبنائها، تساعدهم في مراجعة دروسهم، وأعطت طفلها الصغير ورقة ليرسم عليها، كي لا يُزعجها. لكنها تذكرت فجأة أنها لم تطلب من الخدم تحضير طعام الغداء لوالدة زوجها العجوز، التي تسكن في غرفة خارجية في فناء المنزل، بسبب مرضها.
أسرعت الأم، وقدّمت الطعام، وسألتها عن حاجتها، ثم عادت لتدريس أبنائها. لاحظت أن طفلها يرسم مربعات ودوائر، فسألته عن الرسم، فقال لها: “أنا أرسم منزلي عندما أكبر، هذا المطبخ، وهذه غرفة الضيوف، وهذه غرفة النوم…” ثم أشار إلى مربع خارج المنزل، وقال: “وهذه الغرفة التي ستسكنين فيها، كما تعيش جدتي الآن”
صُدمت الأم، وسألَت نفسها: هل سأُعزل يومًا؟ هل سأُحرم من دفء العائلة؟ هل سأعيش وحيدة؟ فقررت أن تُغيّر الواقع، ونقلت سرير العجوز إلى أجمل غرفة في المنزل، وقالت لزوجها حين عاد: “إني أختار لي ولك أفضل الغرف إذا كبرنا وعجزنا عن الحركة”
كانت تلك اللحظة درسًا حيًّا في التربية، حين تُدرك الأم أن ما تفعله اليوم، سيُردّ إليها غدًا، وأن البر لا يُعلّم بالكلمات، بل يُغرس بالأفعال.
إقرأ أيضا:تلخيص قصة اجنحة العواطف📚 العبر والدروس
- البر لا يحتاج إلى ظروف مثالية، بل إلى قلبٍ صادق
- الأبناء يتعلمون من أفعالنا أكثر مما يتعلمون من أقوالنا
- من يزرع البر، يحصد الرحمة
- لا تنتظر أن تُردّ لك الجميل، بل كن أنت الجميل في حياة والديك
- البر لا يُقاس بالمال، بل بالحنان، والرعاية، والاهتمام
🔚 الخاتمة
قصة “حظًا موفقًا أبي” وقصة “أجمل غرفة لي عندما أكبر” ليستا مجرد حكايتين، بل هما مرآة لما يجب أن يكون عليه البر في حياتنا. فلنُعلّم أبناءنا أن بر الوالدين هو طريق الجنة، وأن من يبرّ اليوم، يُبرّ غدًا، وأن الحب الحقيقي لا يُقال فقط، بل يُفعل، ويُخلّد في القلوب، وفي السماء.
إقرأ أيضا:الملك الحائر