🕋 قصة علي بن ابي طالب
جدول المحتويات
سيد الوصيين، وأول المؤمنين، وباب مدينة العلم
إذا ذُكر الإيمان، ذُكر علي، وإذا ذُكر الجهاد، ذُكر علي، وإذا ذُكر العلم، ذُكر علي، وإذا ذُكر العدل، ذُكر علي. هو الإمام الذي وُلد في جوف الكعبة، ولم يُولد فيها أحد قبله ولا بعده، وربّاه رسول الله ﷺ في حجره، وعلّمه من علمه، وزكّاه من خلقه، وقال فيه:
“أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها” وهو القائل: “لو شئتُ لأوقرتُ سبعين بعيرًا من تفسير سورة الفاتحة”
علي بن أبي طالب عليه السلام هو النور الذي أشرق في ظلمات الجاهلية، فكان أول من آمن برسالة النبي ﷺ من الصبيان، وأول من صلّى معه، وأول من بات في فراشه ليلة الهجرة، وأول من نادى بالحق في وجه الباطل، وأول من قاتل في بدر وأُحد وحنين وخيبر، وأول من بايعه النبي بالخلافة يوم الغدير، وأول من نادى:
“سلوني قبل أن تفقدوني”
📜 التعريف بالإمام علي عليه السلام (وفق المصادر الشيعية)
- الاسم الكامل: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم
- الكنية: أبو الحسن، وأبو تراب (لقّبه بها النبي ﷺ)
- اللقب: أمير المؤمنين، سيد الوصيين، يعسوب الدين
- الولادة: 13 رجب، داخل الكعبة المشرفة، سنة 600م تقريبًا
- النشأة: تربّى في بيت النبي ﷺ منذ طفولته
- الإيمان: أول من آمن من الذكور، ولم يسجد لصنم قط
- الزواج: تزوّج من سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام
- الأبناء: الحسن، الحسين، زينب، أم كلثوم عليهم السلام
- الخلافة: رابع الخلفاء الراشدين، وأول إمام عند الشيعة
- الاستشهاد: ضُرب بالسيف في محراب مسجد الكوفة ليلة 19 رمضان، واستشهد في 21 رمضان سنة 40
🧠 إسلامه وهجرته
- أسلم وهو ابن عشر سنين، وكان أول من آمن من الصبيان
- بات في فراش النبي ليلة الهجرة، ففداه بنفسه
- بقي في مكة ثلاثة أيام بعد الهجرة ليؤدي الأمانات
- هاجر سرًا إلى المدينة، وتشققت قدماه من شدة السير
💍 زواجه من فاطمة الزهراء عليها السلام
- تقدّم لخطبة السيدة فاطمة الزهراء بعد أن رفض النبي طلب أبي بكر وعمر
- زوّجه النبي بها بعد غزوة بدر
- مهرها كان درعًا حطمية غنمها في إحدى المعارك
- أنجب منها سيدي شباب أهل الجنة: الحسن و الحسين
⚔️ مواقفه في الجهاد
- قتل عمرو بن عبد ود في غزوة الخندق
- حمل راية الإسلام في فتح خيبر، وقتل مرحب اليهودي
- شارك في جميع الغزوات إلا تبوك، حيث استخلفه النبي
- قال له النبي:
“أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي”
إقرأ أيضا:قصة وعبرة
⚔️ قصة حمل الإمام عليّ راية الإسلام يوم خيبر
في غزوة خيبر، وبعد أن طال الحصار على حصون اليهود، وقف النبي ﷺ يخطب في المسلمين، وقال قولته المشهورة التي خلدها التاريخ:
“لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ”
فبات الصحابة تلك الليلة يتمنّون أن يكونوا ذلك الرجل، حتى قال عمر بن الخطاب:
“ما أحببت الإمارة إلا يومئذ”
وفي الصباح، سأل النبي ﷺ عن عليّ بن أبي طالب، فقيل له إنه يشتكي من عينيه، فدعا له، فبرئت عيناه، ثم أعطاه الراية، وقال له:
“انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام”
توجّه عليّ عليه السلام إلى الحصن المنيع “ناعم”، وطلب من اليهود أن يسلموا، فرفضوا، وخرج قائدهم مرحب يطلب المبارزة، وكان مشهورًا بقوته، فقال مرحب:
“قد علمت خيبر أني مرحب، شاك السلاح بطل مجرب”
فخرج له عليّ عليه السلام، وقال:
“أنا الذي سمتني أمي حيدرة، كليث غاباتٍ كريه المنظرة”
ثم ضربه ضربة قاضية، فقتله، وفتح الله على يديه حصون خيبر، وكان ذلك من أعظم انتصارات المسلمين، ومن أعظم مواقف الإمام عليّ عليه السلام في الجهاد.
إقرأ أيضا:قصة سورة البقرة⚔️ قصة الإمام علي عليه السلام في غزوة الخندق
مبارزة عمرو بن عبد ودّ: ضربة الإيمان التي عدلت عبادة الثقلين
في غزوة الأحزاب (الخندق)، حين اجتمعت قريش وغطفان واليهود على حرب المسلمين، حفر النبي ﷺ الخندق حول المدينة، فوقف المشركون عاجزين عن اقتحامه. لكن عمرو بن عبد ود، أحد فرسان العرب المعدودين، وكان يُعرف بشجاعته وبأسه، استطاع أن يقتحم الخندق مع نفر من المشركين، ووقف متحديًا المسلمين، يطلب المبارزة.
قال عمرو بصوت جهوري:
“هل من مبارز؟”
فخيم الصمت على المسلمين، لما عرفوا من قوة عمرو، حتى قال النبي ﷺ:
“من لهذا الرجل؟”
فقام الإمام علي عليه السلام، فقال:
“أنا له يا رسول الله”
فردّه النبي ﷺ، ثم كرر عمرو النداء، فقام علي مرة ثانية، فردّه النبي، وفي الثالثة، أذن له، وقال له دعاءً خالداً:
“اللهم أعنه عليه”
خرج علي عليه السلام، وكان شابًا في مقتبل العمر، بينما عمرو فارس مخضرم، فاستصغره وقال له:
“ارجع يا ابن أخي، فإني لا أحب أن أقتلك”
فقال له علي عليه السلام:
“لكنّي أحب أن أقتلك”
إقرأ أيضا:قصة سيدنا لوطفاشتد القتال بينهما، حتى ضربه الإمام ضربة قاضية على رأسه، فشجّه وسقط صريعًا، فكبّر المسلمون، وعلم النبي ﷺ أن عليًا قد قتل عمرو.
وقد ورد في الروايات الشيعية أن النبي ﷺ قال بعد هذه الضربة:
“ضربة علي يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين” (رواه الشيخ المفيد في الإرشاد، والطبرسي في إعلام الورى)
هذه المبارزة لم تكن مجرد انتصار عسكري، بل كانت تجسيدًا لثبات الإيمان، وشجاعة الحق، وتضحية الإمام علي عليه السلام في سبيل الله، في لحظة كان فيها الإسلام كله في خطر.
🏛️ استخلاف النبي لعليّ يوم تبوك
في غزوة تبوك، خرج النبي ﷺ بجيش المسلمين، وخلّف عليّ بن أبي طالب عليه السلام في المدينة، لرعاية أهله وأهل بيت النبوة. لكن المنافقين أثاروا الشكوك، وقالوا إن النبي خلّفه لأنه لا يريد صحبته، فحزن عليّ، وخرج يلحق النبي ﷺ.
فلما وصل إليه، قال له النبي ﷺ قولًا عظيمًا، يُعد من أعظم فضائل الإمام عليّ عليه السلام:
“أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي” (رواه البخاري ومسلم)
فرجع عليّ عليه السلام إلى المدينة فرحًا بهذا التشريف، وقد فهم الصحابة أن النبي ﷺ جعله وصيًّا وخليفةً في غيابه، كما كان هارون خليفة موسى عليه السلام حين ذهب لميقات ربه.
📝 خاتمة
الإمام علي عليه السلام ليس مجرد صحابي جليل، بل هو تجسيد حيّ للإسلام في عدله، وشجاعته، وزهده، وبلاغته، وعلمه. هو الذي قال فيه النبي ﷺ يوم الغدير:
“من كنت مولاه، فهذا عليٌّ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه”
هو الإمام الذي لم يُعبد الله في الإسلام على بصيرة قبله، ولم يُعرف للحق فارس مثله، ولم يُحمل للعدل راية أثقل منها على كتفيه. حياته كانت مدرسة في الإيمان، ومماته كان صرخة في وجه الظلم، وذكراه باقية في قلوب المؤمنين إلى يوم الدين.
فسلامٌ عليه يوم وُلد، ويوم استُشهد، ويوم يُبعث حيًّا.
[1]
المراجع
- ↑
1. نهج البلاغة – جمع الشريف الرضي
يحتوي على خطب الإمام، رسائله، وحكمهمصدر أساسي لفهم فكر الإمام السياسي، الاجتماعي، والروحي
يُدرّس في الحوزات العلمية ويُعد من أعمدة الأدب العربي الإسلامي
2. الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد – الشيخ المفيد
سيرة مفصلة للإمام علي عليه السلاميتناول مراحل حياته، خلافته، واستشهاده
من أقدم وأوثق كتب السير الشيعية
3. الكافي – الشيخ الكليني
موسوعة حديثية تشمل روايات عن الإمام علي عليه السلاميحتوي على أبواب في فضائل أهل البيت، ومنها باب خاص بالإمام علي
أحد الكتب الأربعة المعتمدة في علم الحديث الشيعي
4. مناقب آل أبي طالب – ابن شهرآشوب
كتاب موسوعي في فضائل ومناقب الإمام علي عليه السلاميتضمن روايات عن شجاعته، علمه، زهده، وكراماته
يُستشهد به في كتب العقيدة والسيرة
5. بحار الأنوار – العلامة المجلسي
موسوعة ضخمة تشمل روايات وسير الأئمة عليهم السلاميحتوي على مجلدات كاملة عن الإمام علي عليه السلام
يُعد مرجعًا رئيسيًا في التراث الشيعي
6. الاحتجاج – الطبرسي
يتضمن مناظرات الإمام علي عليه السلام مع الصحابة والمخالفينيُبرز بلاغته وحجّيته في الدفاع عن الإمامة والحق
7. الغيبة – الشيخ الطوسي
وإن كان مختصًا بالإمام المهدي عليه السلام، إلا أنه يتضمن إشارات مهمة إلى دور الإمام علي في تأسيس خط الإمامة