قصص عربية

قصة علي بابا

📘 علي بابا: وكنز الأربعين لصاً

تحكي هذه القصة عن رجل فقير يُدعى علي بابا، يكتشف مغارة سرية مليئة بالكنوز، ويواجه سلسلة من الأحداث التي تكشف عن طمع أخيه، ومكر اللصوص، وذكاء زوجته مرجانة. قصة مليئة بالمغامرة والحيلة، تُظهر كيف ينتصر الذكاء على القوة، وكيف يُهلك الطمع صاحبه.

📌 المقدمة

في بلاد فارس القديمة، كان علي بابا يعيش حياة بسيطة، يجمع الحطب ويبيع ما يستطيع ليكسب قوت يومه، بينما يعيش أخوه قاسم في رغد وثراء بعد زواجه من ابنة تاجر غني. لم يكن قاسم يهتم بأخيه، لكن القدر كان يُخبئ لعلي بابا مغامرة ستُغيّر حياته إلى الأبد.

📖 القصة

في مدينة من مدن بلاد فارس القديمة، حيث الأسواق تضجّ بالحركة، والناس يتنقلون بين الحرف والتجارة، كان يعيش رجل فقير يُدعى علي بابا. لم يكن يملك من الدنيا سوى كوخ صغير في طرف المدينة، وحمار هزيل يساعده في جمع الحطب من أطراف الغابة ليبيعه في السوق. وعلى الرغم من فقره، كان علي بابا طيب القلب، قنوعاً، لا يشكو حاله، بل يرضى بما قسم الله له.

أما أخوه قاسم، فكان يعيش حياة مختلفة تماماً. تزوّج من ابنة تاجر غني، ورث بعد وفاته ثروة كبيرة، فصار يملك دكاناً كبيراً، وبيتاً فخماً، ويعيش في رغد ورفاه. لم يكن قاسم يهتم بأخيه أو يسأل عنه، بل كان يتفاخر بثروته، ويزدري فقر علي بابا.

إقرأ أيضا:قصة عن صلة الأرحام

وذات صباح، خرج علي بابا إلى الغابة كعادته، يبحث عن الحطب، ومعه حماره الضعيف. وبعد ساعات من المشي والتعب، جلس ليستريح تحت شجرة كبيرة، وإذا به يسمع صوت خيول تقترب بسرعة. ارتبك وخاف، فركض واختبأ خلف صخرة ضخمة، يراقب ما يحدث.

رأى أربعين رجلاً ملثماً، يركبون خيولاً سوداء، يتقدّمهم رجل ضخم يحمل سيفاً لامعاً. توقفوا أمام مغارة ضخمة في الجبل، وتقدّم قائدهم وقال بصوت جهوري: “افتح يا سمسم”. وإذا بالصخرة العملاقة تنشق، وينفتح باب المغارة، فتدخل العصابة إلى الداخل، وتبدأ بتفريغ أكياس الذهب والجواهر التي نهبوها من القوافل والبيوت.

ظلّ علي بابا يراقبهم من بعيد، مذهولاً مما يرى. وبعد أن خرجوا وأغلقوا المغارة، انتظر قليلاً، ثم اقترب من الباب، وتردّد، ثم قال: “افتح يا سمسم”. فانشق الجبل، وظهرت المغارة أمامه، مليئة بالكنوز التي لا تُحصى. دخل بخطوات مترددة، وبدأ يملأ سلاله بما يستطيع، ثم خرج وقال: “أغلق يا سمسم”، فعادت الصخرة إلى مكانها.

عاد إلى بيته فرحاً، وأخبر زوجته مرجانة بما حدث. كانت مرجانة امرأة ذكية، حكيمة، تعرف كيف تتصرّف في المواقف الصعبة. طلب منها علي بابا أن تذهب إلى بيت قاسم وتستعير مكيالاً ليكيل به الذهب، فذهبت، لكن زوجة قاسم، التي كانت فضولية، وضعت العسل في قاع المكيال لتعرف ماذا يكيل علي بابا. وعندما أعيد المكيال، وجدت فيه عملة ذهبية، فذهبت إلى زوجها وأخبرته.

إقرأ أيضا:قصة أصحاب الفيل للأطفال

جاء قاسم إلى علي بابا، وتظاهر بالودّ، وأخذ يستدرجه بالكلام حتى عرف سرّ المغارة. وعده ألا يذهب إليها وحده، لكن الطمع غلبه، فذهب في اليوم التالي، ومعه بغال كثيرة ليحمل بها الذهب. دخل المغارة، وبدأ يكنز الذهب، لكنه نسي الجملة السحرية، وظلّ يصرخ: “افتح يا شعير”، “افتح يا دقيق”، “افتح يا قمح”، لكن الباب لم يُفتح.

جاء اللصوص، فوجدوه داخل المغارة، فقبضوا عليه وقتلوه، ورموا جثته في الداخل. انتظر علي بابا أخاه طويلاً، ثم خرج يبحث عنه، حتى وجده مقتولاً، فحزن عليه، وأخذ جثته ودفنها في الخفاء.

لكن اللصوص، عندما عادوا ولم يجدوا الجثة، علموا أن هناك من دخل المغارة بعدهم، فبدأوا يبحثون عن أي شخص توفي حديثاً في المدينة، فعرفوا أن قاسم له أخ يُدعى علي بابا. قرروا الانتقام منه، فوضعوا علامة على باب بيته ليلاً، ليعودوا ويقتلوه.

لكن مرجانة، التي كانت تراقب كل شيء، لاحظت العلامة، فوضعت علامات مشابهة على كل أبواب الحي، فعجز اللصوص عن معرفة بيت علي بابا. حاولوا مرة أخرى، فجاء قائدهم متنكراً كتاجر زيت، ومعه أربعون جرّة، وفي كل جرّة لص مختبئ، ينتظر الليل ليخرج ويقتل علي بابا.

استضاف علي بابا التاجر في بيته، ووضع الجرار في الفناء الخلفي. لكن مرجانة، التي كانت تشك في الأمر، اقتربت من إحدى الجرار، فسمعت همساً يقول: “هل حان الوقت؟”. فركضت وأحضرت حجارة ثقيلة، وأغلقت بها فوهات الجرار، حتى مات اللصوص خنقاً.

إقرأ أيضا:تلخيص قصة هاتف من الأندلس

ثم دخلت على الضيف، فرأته يحمل خنجراً، فعرفت أنه قائد اللصوص، فأخبرت علي بابا، فتخلّص منه. وهكذا، انتهت قصة اللصوص، وعاش علي بابا ومرجانة حياة هادئة، مليئة بالنعيم، لكنهما لم ينسيا أن الذكاء والوفاء هما الكنز الحقيقي.

🎯 المغزى التربوي

  • الطمع يُهلك صاحبه كما حدث مع قاسم
  • الذكاء واليقظة يُنقذان من الخطر كما فعلت مرجانة
  • الوفاء بالوعد والصدق يُثمران خيرًا
  • لا يُستهان بالحيلة أمام القوة
  • المال لا يصنع السعادة إن لم يُرافقه عقلٌ حكيم

🏁 الختام

قصة علي بابا ليست مجرد حكاية عن كنزٍ مخفي، بل هي درس في الحياة، تُعلّمنا أن الذكاء والبساطة قد يهزمان الطمع والمكر، وأن الخير لا يُقاس بما نملك، بل بما نفعل. فكما انتصر علي بابا بصدقه، وانتصرت مرجانة بذكائها، يمكن لكل واحد منا أن يجد كنزه الحقيقي في قلبه وعقله.

السابق
أجمل القصص القصيرة
التالي
قصة قصيرة للاطفال