🕌 عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه – التاجر الصادق والمجاهد المبشّر بالجنة
جدول المحتويات
عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من أعلام الصحابة، وأحد العشرة المبشّرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام، ومن الذين جمعوا بين الجهاد والعبادة، وبين الغنى والزهد، وبين التجارة والصدق. كان من أوائل من أسلم، ومن أكثرهم بذلًا في سبيل الله، ومن الذين شهدوا الغزوات، وهاجروا مرتين، وتركوا أثرًا خالدًا في تاريخ الإسلام.
✍️ نسبه وإسلامه
هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشي الزهري، يلتقي نسبه مع النبي ﷺ في كلاب بن مرة. يُكنى بأبي محمد، وكان يُسمّى في الجاهلية عبد عمرو أو عبد الكعبة، فغيّر النبي ﷺ اسمه إلى عبد الرحمن، لما في الاسم من معاني التوحيد والرحمة.
أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان من الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام قبل دار الأرقم، ومن الخمسة الذين دعاهم أبو بكر، وهيّأهم للقاء النبي ﷺ، فقرأ عليهم القرآن، فخشعت قلوبهم، ونطقوا بالشهادتين.
🕊️ الهجرة والمواقف
هاجر عبد الرحمن بن عوف إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، فكان من الذين نالوا شرف الهجرتين. آخى النبي ﷺ بينه وبين سعد بن الربيع، فعرض عليه سعد نصف ماله، لكن عبد الرحمن قال: “بارك الله لك في مالك، دلّني على السوق” فبدأ من الصفر، حتى أصبح من أغنى الصحابة، لكنه كان ينفق بسخاء، ويُقدّم المال في سبيل الله دون تردد.
إقرأ أيضا:أين عاش قارونشهد بدرًا، وأُحدًا، والخندق، وكل الغزوات، وكان من المجاهدين الصادقين، وقد أُصيب في أحد بثمانين ضربة، بين طعنة ورمية، لكنه لم يُستشهد فيها، بل عاش بعدها، وكان من أهل الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه للخلافة.
💰 غناه وزهده
كان عبد الرحمن بن عوف من أغنى الصحابة، لكنه لم يكن من أهل الدنيا، بل كان من أهل الآخرة. أنفق في تجهيز جيش العسرة، وتبرّع بألف راحلة، وألف دينار، وقال عنه عمر: “عبد الرحمن سيد من سادات المسلمين”
وكان يطعم أهل المدينة، ويكفل الأرامل، ويُجهّز الغزوات، ويقول: “لقد رأيتني أُصاب بالحجارة في بدر، وما لي إلا رداء، واليوم أُخشى أن أكون ممن عُجّلت له طيباته” فكان يبكي من خشية أن يكون قد نال أجره في الدنيا.
📚 العبر والدروس
- الغنى لا يُنافي الزهد إذا كان في سبيل الله
- الصحبة الصادقة تُثمر الإيمان والعمل
- من سبق إلى الإسلام، نال شرف الدنيا والآخرة
- التجارة الحلال طريق إلى الجنة إذا اقترنت بالصدق
- من يجمع بين الجهاد والعبادة، يكون من أهل الجنة
🔚 الخاتمة
عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه كان نموذجًا فريدًا في الإسلام: تاجرًا صادقًا، ومجاهدًا شجاعًا، ومبشّرًا بالجنة، وزاهدًا في الدنيا. عاش لله، وأنفق لله، وجاهد لله، وترك أثرًا لا يُنسى في تاريخ الأمة. فلنقتدِ به، ولنتعلّم من سيرته كيف يكون المسلم قويًا في إيمانه، نافعًا لأمته، صادقًا في عمله، راضيًا بما قسم الله له.
إقرأ أيضا:قصة سلمان الفارسي