قصص دينية

قصة سيدنا لوط

🌩️ قصة قوم لوط عليه السلام

دعوة إلى الطهر، وعاقبة الفجور

من بين أنبياء الله الذين جاهدوا في سبيل الدعوة، وواجهوا أقوامًا غارقين في الفاحشة، كان نبي الله لوط عليه السلام، الذي أُرسل إلى قومٍ انحرفوا عن الفطرة، وارتكبوا ما لم يسبقهم إليه أحد من العالمين. فكان لوط عليه السلام مثالًا في الصبر، والغيرة على الدين، والحرص على الإصلاح، رغم التهديد، والسخرية، والتكذيب.

قال تعالى:

“وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ” (الأعراف: 80)

🧬 نسبه ومكان دعوته

  • لوط بن هارون بن تارح (آزر)
  • ابن أخ إبراهيم عليه السلام
  • أُرسل إلى قومه في منطقة سدوم، قرب البحر الميت في الأردن
  • ذُكر اسمه في القرآن أكثر من 25 مرة
  • دعوته كانت إلى التوحيد وترك الفاحشة

📖 دعوته وصبره

  • دعا قومه إلى عبادة الله وترك إتيان الرجال
  • وصفوه بالطهر، وهددوه بالإخراج من القرية
  • قالوا:

“أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ” (النمل: 56)

  • تحدّوه أن يُنزل بهم العذاب، فقالوا:

“ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ” (العنكبوت: 29)

إقرأ أيضا:قصة أصحاب الفيل للأطفال
  • فدعا لوط عليه السلام ربه أن ينصره

👼 ضيوف إبراهيم ثم لوط

  • أرسل الله الملائكة: جبريل، ميكائيل، وإسرافيل
  • مرّوا أولًا على إبراهيم عليه السلام، وبشّروه بإسحاق ويعقوب
  • أخبروه أنهم ذاهبون لإهلاك قوم لوط
  • جادلهم إبراهيم خوفًا على ابن أخيه، فطمأنوه أن لوط سينجو

بعد أن دعا لوط -عليه السلام- بالنصرة من الله تعالى؛ أرسل الله ملائكته؛ جبريل وإسرافيل ووميكائيل عليهم السلام، ليُوقعوا العذاب على الكافرين، حيث مرّوا الملائكة أولاً على قرية إبراهيم عليه السلام قبل أن يذهبوا إلى لوط، حيث بشّروا إبراهيم بولده إسحاق وولد ولده يعقوب عليهم السلام، وأخبروا إبراهيم أنّهم أتوا ليوقعوا العذاب في قرى قوم لوط، فخاف إبراهيم واهتمّ لذلك الخبر، وجادل الملائكة خشيةً على ابن أخيه لوط، فطمأنته الملائكة أنّ الله سينجي لوطاً عليه السلام، وسيهلك باقي القوم، ومن بينهم زوجة لوط؛ لأنّها لم تتّبع رسالة زوجها التي أرسله بها الله تعالى.

توجّهت الملائكة بعد ذهبت إلى إبراهيم إلى قرى قوم لوط، واستأذنوا لوطاً ليدخلوا بيته، ففرح لوط في ضيوفه وأدخلهم، لكنّه خشي أن يفضحه قومه إذا رأوا الرجال، وخاصّةً أنّ الملائكة كانوا على هيئة رجالٍ في منتهى الجمال، وحصل ما خشيه لوط؛ إذ أخبرتهم زوجة لوط بوجود رجال عند زوجها، فلمّا سمع القوم الخبر ذهبوا مُسرعين يفاوضون لوطاً ليدخلوا على ضيوفه، فحاول لوط إقناعهم وثنيهم عن ذلك، إلّا أنّهم رفضوا الاستماع له، حيث قال الله تعالى: (وَجاءَهُ قَومُهُ يُهرَعونَ إِلَيهِ وَمِن قَبلُ كانوا يَعمَلونَ السَّيِّئَاتِ قالَ يا قَومِ هـؤُلاءِ بَناتي هُنَّ أَطهَرُ لَكُم فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخزونِ في ضَيفي أَلَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشيدٌ*قالوا لَقَد عَلِمتَ ما لَنا في بَناتِكَ مِن حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعلَمُ ما نُريدُ)، فلمّا رأت الملائكة الكرب الذي حلّ بلوط -عليه السلام- وهو يحاول إقناع قومه، أخبروه بأنّهم ملائكة، ولن يستطيع أحد إيذائهم.

إقرأ أيضا:إرسال هود إلى قوم عاد

🏠 دخول الملائكة بيت لوط

  • دخلوا بيت لوط على هيئة رجال جميلين
  • خشي لوط أن يراهم قومه، فأخبرتهم زوجته
  • جاء القوم يهرعون، يطلبون الفاحشة
  • حاول لوط ردعهم، وقال:

“هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ…” (هود: 78)

  • رفضوا، وقالوا:

“لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ…”

  • كشفت الملائكة عن حقيقتهم، وطمأنوا لوط

🌋 عذاب قوم لوط

  • أمرت الملائكة لوط أن يخرج ليلاً مع أهله
  • ألا يلتفت أحد منهم
  • زوجته كانت من الهالكين لأنها التفتت
  • جبريل عليه السلام قلب القرى بريشة من جناحه
  • أُرسل عليهم حجارة من سجيل
  • كل حجر مكتوب عليه اسم صاحبه
  • قال تعالى:

“فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ” (هود: 82)

بعد أن أخبرت الملائكة لوطاً -عليه السلام- أنّهم ملائكة مُرسلون من ربّ العالمين، وأنّهم أُرسلوا ليهلكوا القوم الكافرين، وطلبوا منه أن يخرج مع أهله من القرية ليلاً؛ لأنّ العذاب سيحلّ على قومه صباحاً، وطلبوا منه وممّن معه ألّا يلتفتوا إلى خلفهم لينظروا إلى عذاب الكافرين، فتجهّز لوط ومَن آمن معه وخرجوا في طريقهم، ورُوي أنّ جبريل -عليه السلام- قَلَبَ قرى قوم لوط بريشةٍ من جناحه، وقيل: إنّ قرى قوم لوط كانت أربع أو خمس قرى، حيث قدّر ساكنيها بأربعمئةِ ألفٍ، حيث سمع أهل السماء نباح كلابهم وأصواتهم عند حلول العذاب بهم، فصار عاليها سافلها، وأُرسل عليهم صيحةً ومطراً من الحجارة تتبع بعضها بعضاً، وقيل: إنّ كلّ حجر مكتوب عليه اسم الرجل الذي سيقتله، وكانت زوجة لوط قد خرجت معه أيضاً، إلّا أنّها عندما بدأ العذاب يحلّ بالكافرين سمعت أصواتهم وصراخهم فالتفتت تصرخ واقوماه، قال الله -تعالى- عن عذابهم: (وَكَذلِكَ أَخذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ القُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخذَهُ أَليمٌ شَديدٌ).

إقرأ أيضا:سفينة نوح عليه السلام

🧠 العبر والدروس المستفادة

  • الفطرة لا تُغيّر، ومن خالفها فقد ظلم نفسه
  • الطهر ليس تهمة، بل شرف، ولو كرهه الفاسقون
  • دعوة الأنبياء لا تتوقف أمام السخرية والتهديد
  • العذاب لا يُصيب إلا الظالمين، والله يُنجي المؤمنين
  • الزوجة الفاسدة لا تنفع مع الزوج الصالح، كما في زوجة لوط
  • من علامات الهلاك: المجاهرة بالمعصية، ورفض النصيحة، والتكذيب بالحق

📝 خاتمة

قصة قوم لوط عليه السلام هي تحذير خالد لكل من يبدّل الفطرة، ويجاهر بالمعصية، ويستهين بدعوة الحق. وهي في الوقت ذاته تكريم لنبيٍّ صابر، غيور، لم يساوم على دينه، ولم يضعف أمام الفتنة، ولم يتراجع أمام التهديد.

قال تعالى:

“وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ” (هود: 83)

فسلامٌ على لوط يوم دعا، ويوم صبر، ويوم نُصِر، ويوم يُبعث حيًّا.

السابق
قصة يوسف في السجن
التالي
قصة النبي عيسى