قصص دينية

قصة سيدنا سليمان

🕊️ سيدنا سليمان عليه السلام: نبي الملك والحكمة والمعجزات

✨ من هو سليمان عليه السلام؟

سليمان بن داوود عليهما السلام، نبي من أنبياء بني إسرائيل، ورث النبوة والملك من والده داوود، وكان ملكًا عظيمًا ونبيًا مرسلًا، جمع الله له بين الحكم والنبوة، وسخّر له من المخلوقات ما لم يُسخّر لأحد قبله ولا بعده. قال تعالى:

وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ” (النمل: 16)

وكان قادراً على التحكّم بالكثير من المخلوقات والكائنات كالإنس والجن والرياح والنحاس الذي يَلين بين يديه، قال تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ* يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ

وفي هذه المقالة سيتم إيراد بعض قصة نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام وبيان بعض ما يتعلَّق به وبرسالته ودعوته وقومه.

🐜 قصة سليمان والنملة

في أحد الأيام، وبينما كان سليمان عليه السلام يسير بجيشه العظيم، من الإنس والجن والطير، مرّ بوادي النمل، فسمع نملة تحذّر قومها قائلة:

إقرأ أيضا:الإمام الحسين بن علي عليه السلام

يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ” (النمل: 18)

تبسّم سليمان عليه السلام ضاحكًا من قولها، وشكر الله على هذه النعمة العظيمة، وقال:

رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ…” (النمل: 19)

هذه القصة تُظهر مدى رقة قلب النبي، وتواضعه، وشكره لله على نعمه، رغم عظمة ملكه وقوة جيشه.

🕊️ قصة الهدهد وسبأ

كان سليمان عليه السلام يتفقد الطير، فلاحظ غياب الهدهد، فقال غاضبًا:

مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَاْذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ” (النمل: 20–21)

عاد الهدهد سريعًا، وأخبره بأنه رأى قومًا في سبأ يعبدون الشمس من دون الله، ووصف له حالهم بدقة، فقال:

إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ…” (النمل: 23)

فأرسل سليمان رسالة إلى ملكة سبأ يدعوها وقومها إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الشمس.

🎁 هدية ملكة سبأ

عندما وصل كتاب سليمان إلى ملكة سبأ، قرأته، ثم جمعت وزراءها وشاورتهم، فاقترحوا عليها أن تقاتله، لكنها كانت حكيمة، فقالت:

إقرأ أيضا:قصة سيدنا زكريا

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا…” (النمل: 34)

قررت أن ترسل له هدية عظيمة من الجواهر والحلي، لتختبره، فلما وصلت الهدية إلى سليمان، رفضها، وقال:

أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُمْ…” (النمل: 36)

ثم توعّدهم إن لم يأتوا إليه خاضعين، فسارت الملكة بنفسها إلى سليمان لترى ما يدعو إليه.

👑 عرش ملكة سبأ

قبل وصولها، أمر سليمان جنوده بإحضار عرشها، فقال عفريت من الجن:

أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ…” لكن الذي عنده علم من الكتاب قال: “أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ” (النمل: 40)

وبالفعل، ظهر العرش أمام سليمان، فأمر بتغيير بعض ملامحه ليختبرها، فلما وصلت، قال لها:

أَهَكَذَا عَرْشُكِ؟” فقالت: “كَأَنَّهُ هُوَ” (النمل: 42)

ثم دخلت الصرح الزجاجي، وظنّت أنه ماء، فرفعت ثوبها، فقال لها سليمان:

إقرأ أيضا:بماذا عاقب الله قارون

إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ” (النمل: 44)

فآمنت بالله، وقالت:

رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” (النمل: 44)

📝 خاتمة

قصة سيدنا سليمان عليه السلام ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي نموذج حيّ للقيادة النبوية، التي تجمع بين القوة والعدل، وبين الحكمة والرحمة. لقد علّمنا كيف يكون التواضع مع النعم، وكيف تُدار الممالك بالعدل، وكيف تُعرض الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. من فهمه لمنطق الطير، إلى تسخير الجن والرياح، إلى حكمته في التعامل مع ملكة سبأ، كل مشهد من حياته هو درس خالد في الإيمان والقيادة.

السابق
كيفية طبخ عجة بالمرقاز
التالي
قصة سيدنا ابراهيم