📜 قصة زكريا عليه السلام: دعاء الصادق وبشارة السماء
جدول المحتويات
الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وفضّله على سائر المخلوقات، وأرسل إليه الرسل ليهدوه إلى طريق الحق، ويذكّروه بفضل الله ورحمته. ومن هؤلاء الرسل، نبي الله زكريا عليه السلام، الذي ضرب لنا مثالًا في الدعاء الصادق، والثقة بوعد الله، واليقين في رحمته، فاستجاب الله له، ورزقه غلامًا صالحًا رغم كبر سنه وعقم زوجته، ليكون ذلك آيةً من آيات الله، وعبرةً لكل من ظن أن الأمل قد انقطع.
🧭 نبذة بسيطة
زكريا عليه السلام هو نبي من نسل يهوذا بن يعقوب، بعثه الله لهداية الناس إلى الإيمان، وكان شيخًا كبيرًا، وزوجته عاقر لا تنجب، لكنه دعا الله أن يرزقه ولدًا صالحًا يرثه في العلم والنبوة، فاستجاب الله دعاءه، وبشّره بيحيى عليه السلام، نبيًا مباركًا لم يُسمّ أحد قبله بهذا الاسم.
📖 القصة
كان زكريا عليه السلام يتعبد في المحراب، وقد بلغ من الكبر عتيًّا، وتوزع الشيب في رأسه، وكانت زوجته لا تنجب، لكنه لم ييأس من رحمة الله، فدعا ربه أن يرزقه غلامًا طيبًا يرثه في النبوة والعلم، ويهدي الناس إلى الخير، فقال: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ (آل عمران: 38) وقال أيضًا: ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ (مريم: 5–6)
إقرأ أيضا:قصة أم حبيبةفاستجاب الله دعاءه، وبشّره بواسطة الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب، فقال تعالى: ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ …َ﴾ (آل عمران: 39) وقال أيضًا: ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا﴾ (مريم: 7)
تعجب زكريا عليه السلام من البشارة، وقال: كيف يكون لي غلام وزوجتي عاقر وأنا قد بلغت من الكبر عتيًّا؟ فقال الله له: ﴿قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا﴾ (مريم: 9)
طلب زكريا عليه السلام علامة على تحقق البشارة، فجعل الله له علامة ألا يكلم الناس ثلاث ليالٍ إلا رمزًا، دون أن يكون به مرض، فخرج على قومه من المحراب، وأشار إليهم أن يسبّحوا الله ويشكروه على هذه النعمة.
📌 فوائد وعبر
- الدعاء الصادق لا يضيع عند الله، ولو بعد سنين طويلة.
- اليقين في قدرة الله هو مفتاح الاستجابة، حتى في المستحيل.
- النية الصالحة في طلب الولد سبب في قبول الدعاء، فقد أراده نبيًا لا وريثًا دنيويًا.
- الله يخلق الأسباب ويخرقها متى شاء، فالعقم والكبر لا يمنعان رحمته.
- الصبر والعبادة في المحراب كانت من أسباب البشارة.
- المعجزات الإلهية تذكير بأن الله على كل شيء قدير.
📚 معلومات إضافية
الجانب | التفاصيل |
---|---|
اسم النبي | زكريا عليه السلام |
نسبه | من نسل يهوذا بن يعقوب |
زوجته | كانت عاقرًا |
مكان البشارة | المحراب أثناء الصلاة |
اسم الابن | يحيى عليه السلام |
صفاته | نبي، سيد، حصور، صالح، لم يُسمّ أحد قبله بهذا الاسم |
العلامة | عدم القدرة على الكلام ثلاث ليالٍ إلا بالإشارة |
🏁 الخاتمة
قصة زكريا عليه السلام تفتح لنا باب الأمل، وتعلّمنا أن الدعاء لا يُرد، وأن الله يسمع ويرى ويستجيب في الوقت الذي يقدّره بحكمته. إنها دعوة لكل مؤمن أن لا ييأس، وأن يطلب من الله حاجته بقلب خاشع، ونية صادقة، وثقة لا تتزعزع. فكما استجاب الله لزكريا، فإن رحمته واسعة، وبشائره لا تنقطع عن القلوب المؤمنة.
إقرأ أيضا:قصة خبيب بن عدي الانصاري