👑 قصة سليمان عليه السلام – الملك النبي الذي سُخّرت له الدنيا
جدول المحتويات
سليمان عليه السلام هو أحد أنبياء بني إسرائيل، وابن داوود عليه السلام، وقد جمع الله له بين النبوة والملك، وسخّر له من المخلوقات ما لم يُعطَ لأحد من قبله ولا بعده. ذُكر في القرآن الكريم ست عشرة مرة، وتجلّت في سيرته الحكمة، والعدل، والقيادة، والمعجزات الخارقة التي أبهرت العالمين. في هذا المقال، نستعرض أبرز محطات حياته، كما وردت في القرآن الكريم، ونستلهم منها الدروس والعبر.
⚖️ ذكاءه في القضاء
منذ صغره، أظهر سليمان عليه السلام ذكاءً فريدًا في الحكم، وقد وردت قصته في قضية الحرث الذي نفشت فيه غنم غير أهله، حيث حكم داوود أولًا، ثم فهّمه الله لسليمان الحكم الصحيح، فكان القضاء لصالح صاحب الزرع، بأن يأخذ الغنم مقابل ما أفسدته، حتى يُصلح الزرع.
قال تعالى: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ (الأنبياء: 79)
🐦 قصة سليمان مع ملكة سبأ
كان سليمان عليه السلام يفهم منطق الطير، ويُسخّرها في مهامه، ومنها الهدهد الذي جاءه بخبر ملكة سبأ، التي كانت وقومها يعبدون الشمس. أرسل إليها رسالة يدعوها إلى الإسلام، فردّت بهدية، فردّها إليها، ثم قرّرت أن تأتي بنفسها.
إقرأ أيضا:بما اهلك الله قوم فرعونأراد سليمان أن يُظهر لها قدرة الله، فأمر أحد جنوده من الجن أن يأتي بعرشها قبل أن تصل، فجاء به في لحظة، ثم غيّر فيه بعض التفاصيل، فلما وصلت، لم تعرفه، فقال لها: “أهكذا عرشك؟” ثم أدخلها إلى صرح ممرد من قوارير، فظنته ماءً، فكشفت عن ساقيها، فآمنت بالله، وقالت: “رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين”
🐜 قصة سليمان مع النملة
في إحدى المسيرات، مرّ سليمان وجنوده على وادي النمل، فسمع نملة تقول: “يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون” فتبسّم ضاحكًا من قولها، وقال: “رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ” (النمل: 19) وهذا يدل على تواضعه، وشكره لله، رغم ما أُعطي من ملك وسلطان.
🌬️ تسخير الرياح والنحاس
من نعم الله على سليمان أنه سخّر له الرياح، تسير بأمره، غدوّها شهر، ورواحها شهر، كما أسال له عين القطر، أي النحاس المذاب، فكان يستخدمه في البناء والتصنيع، مما مكّنه من تشييد المحاريب والقصور.
قال تعالى: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ﴾ (سبأ: 12)
إقرأ أيضا:كيف مات عمر بن عبد العزيز👻 تسخير الجن
سخّر الله لسليمان الجن، يعملون له ما يشاء من محاريب، وتماثيل، وقدور راسيات، وجفان كالجواب، وكانوا يخافون منه، ومن يزغ منهم عن أمره، يُعذّب. وكان هذا من مظاهر الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده.
قال تعالى: ﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ﴾ (سبأ: 13)
🐎 الخيل والجهاد
كان لسليمان عليه السلام خيل كثيرة، يستخدمها في الجهاد، وكان يحبها حبًا شديدًا، لكنها لم تشغله عن ذكر الله، بل كانت وسيلة لنصرة الدين، وعرضها عليه كان كالعروض العسكرية، لكنه لم يغفل عن عبادته، بل قال: “إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي”
إقرأ أيضا:إعراض قوم عاد📚 العبر والدروس
- الملك لا يُغني عن التواضع، وسليمان كان شاكرًا لله
- الذكاء في الحكم نعمة، لكن الأهم أن يُستخدم في خدمة الحق
- منطق الطير والنمل يدل على أن الله يُعلّم من يشاء
- القوة الحقيقية في تسخير النعم لطاعة الله
- من آمن بالله، نجا، ولو كان ملكة سبأ
🔚 الخاتمة
سليمان عليه السلام كان نبيًا ملكًا، جمع بين القوة والعدل، وبين العلم والتواضع، وبين الدنيا والآخرة. سُخّرت له الرياح، والجن، والطير، والنحاس، لكنه لم يغترّ، بل قال: “رب أوزعني أن أشكر نعمتك” فلنقتدِ به، ولنتعلّم من سيرته كيف نُسخّر ما نملك في طاعة الله، وكيف يكون الملك وسيلة للعبادة، لا للغرور.