قصص دينية

قصة سعد بن معاذ

🛡️ سعد بن معاذ رضي الله عنه – سيد الأوس وراية النصر في الإسلام

سعد بن معاذ رضي الله عنه من أعظم رجالات الأنصار، وسيد قبيلة الأوس، وأحد من حملوا راية الإسلام في المدينة المنورة. كان إسلامه نقطة تحول في الدعوة، إذ دخلت قبيلته كلها في الإسلام بعده، وكان له مواقف مشهودة في بدر، وأحد، والخندق، حتى ختم حياته شهيدًا في سبيل الله، فاهتز له عرش الرحمن، وبكت عليه الملائكة.

✍️ نسبه ومكانته

هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، من بني عبد الأشهل من الأوس، وكنيته أبو عمرو. أمه كبشة بنت رافع، وكانت من المؤمنات الصادقات، بايعت النبي ﷺ على الإسلام والنصرة. كان سعد ذا غيرة شديدة على العرض، وشجاعة في مواجهة المشركين، خاصة قريش، التي كانت رأس العداوة للإسلام.

🕊️ قصة إسلامه

أسلم سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير رضي الله عنه، الذي أرسله النبي ﷺ إلى المدينة ليُعلّم الناس الإسلام. وكان أسعد بن زرارة، ابن خالة سعد، قد خرج مع مصعب إلى ديار بني عبد الأشهل، فسمع سعد بالأمر، وطلب من أسيد بن حضير أن يذهب إليهما ويطردهما.

ذهب أسيد، لكنه لما سمع من مصعب، رقّ قلبه، وأسلم، ثم عاد إلى سعد، وقال له: “ما رأيت بهما بأسًا، وقد نهيتهما فقالا: نفعل ما أحببت” ثم أخبره أن بني حارثة يريدون قتل أسعد بن زرارة، فغضب سعد، وذهب بنفسه، فلما رأى مصعب وأسعد مطمئنين، عرف أن أسيد أراد أن يسمع منهما.

إقرأ أيضا:قصة ادم عليه السلام

جلس سعد، وطلب أن يسمع، فقرأ عليه مصعب القرآن، وشرح له الإسلام، فأسلم من فوره، وقال: “كيف تصنعون إذا أردتم الدخول في هذا الدين؟” فقيل له: تغتسل، وتطهر ثوبيك، وتشهد شهادة الحق، وتصلي ركعتين. ففعل ذلك، ثم قال: “إن ورائي قومًا، إن اتبعتني لا يتخلف منهم أحد” فرجع إلى قومه، وقال: “كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله” فأسلمت قبيلته كلها في يوم واحد.

⚔️ مواقفه في الجهاد

شهد سعد بدرًا، وأُحدًا، وكان من أشد الناس في القتال، ومن أكثرهم نصرة للنبي ﷺ. وفي غزوة الخندق، أُصيب بسهم في أكحله، وظل ينزف حتى توفي، فاهتز له عرش الرحمن، وقال النبي ﷺ: “هذا الذي اهتز له عرش الرحمن، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألف ملك”

📚 العبر والدروس

  • القادة الحقيقيون يُغيّرون مجرى الدعوة بإيمانهم
  • الإسلام لا يُفرض، بل يُعرض بالحكمة والقرآن
  • من صدق في إيمانه، تبعه قومه بلا تردد
  • الشجاعة ليست في السيف فقط، بل في اتخاذ القرار الصائب
  • من مات في سبيل الله، نال الشرف في الدنيا والآخرة

🔚 الخاتمة

سعد بن معاذ رضي الله عنه كان سيدًا في قومه، ومجاهدًا في سبيل الله، ومؤمنًا صادقًا، اهتز له عرش الرحمن يوم وفاته. قصة إسلامه تُظهر كيف أن الكلمة الطيبة، والقرآن، والصدق، تُغيّر القلوب، وتفتح أبواب الهداية. فلنقتدِ به، ولنتعلّم من سيرته كيف يكون الإيمان قوة، والقيادة أمانة، والجهاد طريقًا إلى الجنة.

إقرأ أيضا:من هم قوم لوط
السابق
قصة سليمان عليه السلام
التالي
غرق فرعون