قصص دينية

قصة سعد بن ابي وقاص

🏹 سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه – فارس الإسلام وسيد المواقف

سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من أعظم الصحابة وأشجعهم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن الستة الذين رشّحهم عمر بن الخطاب للخلافة بعده. كان من السابقين إلى الإسلام، ومن القادة الذين سطّروا أعظم الانتصارات في تاريخ المسلمين، وكان نقي القلب، صادق الإيمان، لا يحمل في صدره إلا حبًا لله ورسوله.

✍️ نسبه وإسلامه

هو سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي، يُكنى بأبي إسحاق، ويلتقي نسبه مع النبي ﷺ في عبد مناف. أسلم وهو ابن سبع عشرة سنة، وكان من أوائل من دخلوا الإسلام، بدعوة من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان يتمتع بخلق حسن، وعشرة طيبة، ومكانة بين قومه.

حين أسلم، غضبت أمه غضبًا شديدًا، وحاولت أن ترده عن دينه، فامتنعت عن الطعام والشراب، وقالت له: “زعمت أن الله أوصاك بوالديك، فأنا أمك، وأنا آمرك أن تكفر” فقال لها سعد بثبات المؤمن: “والله لو كانت لك مئة نفس، فخرجت نفسًا نفسًا، ما رجعت عن ديني” فأنزل الله فيه قوله تعالى: ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ (لقمان: 15)

إقرأ أيضا:قصة النبي صالح

🛡️ شجاعته ومواقفه

كان سعد من أشد أصحاب النبي ﷺ في الحق، وقد آخى النبي بينه وبين سعد بن معاذ سيد الأوس. شهد بدرًا، وأُحدًا، والخندق، وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله، وأول من قال له النبي ﷺ: “ارمِ سعد، فداك أبي وأمي”

قاد معركة القادسية ضد الفرس، وحقق فيها نصرًا عظيمًا، ثم فتح المدائن، وأصبح قائدًا في جيش الإسلام، يُضرب به المثل في الشجاعة، والحكمة، والقيادة.

روى البخاري عن سعد أنه قال: “كنا نغزو مع النبي ﷺ، وما لنا من طعام إلا ورق الشجر، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة” وكان من أشد الناس صبرًا، وأشدهم ثباتًا في المواقف الصعبة.

🤍 صفاته وأخلاقه

كان سعد نقي السريرة، خالص القلب، لا يحمل حقدًا على أحد، وكان من أصحاب الدعوة المستجابة، فقد دعا على رجل اتهمه ظلمًا، فأصيب الرجل بالعمى والشلل، وقال سعد: “اللهم إن كنت تعلم أنه كاذب، فأرني فيه آية” فاستجاب الله له، وكان ذلك من دلائل صلاحه وكرامته.

📚 العبر والدروس

  • الثبات على الحق لا يُقاس بالعمر، بل بالإيمان
  • بر الوالدين لا يعني طاعة في المعصية
  • الشجاعة الحقيقية هي في نصرة الدين، لا في القتال فقط
  • القلب النقي هو سر القبول عند الله
  • الدعوة المستجابة لا تكون إلا لمن صدق مع الله

🔚 الخاتمة

سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان فارسًا في الميدان، وعابدًا في الليل، وصادقًا في المواقف، ومبشّرًا بالجنة في الدنيا. جمع بين القوة والرحمة، وبين القيادة والتواضع، وبين الإيمان والعمل. فلنقتدِ به، ولنتعلّم من سيرته كيف يكون المسلم قويًا في الحق، نقيًا في القلب، ثابتًا في الإيمان.

إقرأ أيضا:قصص سيدنا سليمان
السابق
قصة النبي صالح
التالي
قصة الزبير بن العوام