قصص عربية

قصة رية وسكينة

🩸 ريا وسكينة: سيدتان في قلب الظلام

في عشرينيات القرن الماضي، عاشت مدينة الإسكندرية حالة من الرعب بعد سلسلة اختفاءات غامضة لنساء من مختلف الأعمار. لم تكن الشرطة تعلم أن وراء هذه الجرائم تقف سيدتان من عامة الناس: ريا وسكينة. قصة حقيقية عن الجريمة، التمويه، والعدالة التي تأخرت لكنها لم تغب.

📖 القصة :

في يناير 1920، تقدمت السيدة زينب حسن ببلاغ عن اختفاء ابنتها نظلة أبو الليل، التي خرجت من منزلها بعد زيارة غامضة من امرأة، تاركة غسيلها منشورًا على السطح. لم يُسرق شيء، لكن الأم خافت أن تكون ابنتها قد قُتلت من أجل ذهبها.

لم يكن هذا البلاغ الوحيد، بل تبعه بلاغات متتالية من رجال ونساء عن اختفاء زوجاتهم، أخواتهم، أو أمهاتهم. الغريب أن اسم “سكينة” بدأ يتكرر في معظم البلاغات، لكن الشرطة لم تربط بين هذه الحالات في البداية.

من بين البلاغات، كان بلاغ محمود مرسي عن اختفاء أخته زنوبة، وذكر فيه أن آخر من رآها كانت ريا وسكينة. كذلك بلاغ فتاة صغيرة تُدعى “أم إبراهيم” عن اختفاء والدتها زنوبة عليوة، التي كانت بائعة طيور، وذكرت أن سكينة كانت آخر من قابلها.

ورغم تكرار اسم سكينة، فإنها كانت بارعة في التملص من التحقيقات، تظهر الهدوء، وتقدم أعذارًا مقنعة، مما جعل الشرطة تتردد في توجيه الاتهام المباشر.

إقرأ أيضا:حب قيس وليلى

لكن الأمور بدأت تتغير حين لاحظ المخبر أحمد البرقي رائحة بخور كثيفة تنبعث من غرفة ريا. وعندما دخل ليسأل عن السبب، ارتبكت ريا، وادّعت أن رجالًا يزورونها ومعهم نساء، وأن الرائحة الكريهة دفعتها لإشعال البخور.

شك البرقي في الأمر، وأبلغ مأمور القسم، الذي أمر بتفتيش الغرفة. لاحظوا وجود بلاط جديد في الأرضية، فتم خلعه، لتنبعث رائحة عفنة لا تطاق، ثم ظهرت جثة امرأة مدفونة تحت البلاط.

انهارت ريا أمام هذا الاكتشاف، وبدأت تعترف تدريجيًا، لتنكشف واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ مصر: عصابة نسائية تتكون من ريا، سكينة، وزوجيهما (عبد العال وحسب الله)، بالإضافة إلى صهرهم، كانوا يستدرجون النساء إلى منازلهم، يقتلونهن خنقًا، ويسرقون ذهبهن، ثم يدفنون الجثث تحت البلاط.

بلغ عدد الضحايا أكثر من 17 امرأة، جميعهن من الطبقة الفقيرة، ممن كنّ يثقن بريا وسكينة، ويعتبرنهن جارات أو صديقات.

🪓 إضافات وتحليلات:

  • التمويه الذكي: كانت ريا وسكينة تستأجرن منازل متعددة، وتنتقلن بينها بعد كل جريمة، مما صعّب على الشرطة تتبعهن.
  • الاستغلال العاطفي: كانت الضحايا غالبًا من النساء اللواتي يثقن بهن، مما جعل استدراجهن سهلًا دون مقاومة.
  • الجانب النفسي: ريا وسكينة لم تكن لديهما دوافع سياسية أو انتقامية، بل كان الدافع الأساسي هو المال، والقدرة على السيطرة.
  • التحقيقات المتعثرة: الشرطة في البداية لم تكن تتوقع أن تكون النساء هنّ القاتلات، مما أخر كشف الحقيقة.
  • العدالة في النهاية: بعد محاكمة طويلة، تم الحكم على ريا وسكينة بالإعدام شنقًا، ليكونا أول امرأتين يُنفذ فيهما حكم الإعدام في مصر الحديثة.

⚖️ النهاية والعبرة:

قصة ريا وسكينة ليست مجرد جريمة قتل، بل درس في أن الشر قد يتخفى في أبسط الوجوه، وأن الثقة العمياء قد تكون قاتلة. العبرة: لا تحكم على الناس من مظاهرهم، ولا تستهين بقدرة أي شخص على ارتكاب الشر، مهما بدا بسيطًا أو مألوفًا.

إقرأ أيضا:اجمل قصة حب
السابق
سر الصندوق الخشبي الكبير
التالي
اجمل قصة حب