🩸 العنوان: ريا وسكينة… حين سكن الرعب في قلب الإسكندرية
في عشرينيات القرن الماضي، شهدت مدينة الإسكندرية سلسلة من الجرائم المرعبة، بطلتها امرأتان: ريا وسكينة. لم يكن أحد يتصور أن من يقف خلف اختفاء النساء وسرقة مصاغهن هنّ سيدتان، تستدرجان الضحايا إلى منزلهما، وتخفيان الجثث تحت الأرض. قصة حقيقية هزّت المجتمع المصري، وكشفت عن شبكة إجرامية تقودها النساء، في واحدة من أغرب القضايا الجنائية في تاريخ المنطقة.
📖 القصة
هربت ريا وسكينة من كفر الزيات إلى الإسكندرية، حيث استأجرتا بيتًا في حي اللبان، وبدأتا حياة جديدة، لكن خلف الأبواب المغلقة كانت تُنسج خيوط الرعب. بدأت البلاغات تتوالى عن اختفاء نساء، أولها زينب أبو الليل، ثم زنوبة، ونبوية، وفاطمة، وفردوس، وغيرهن. في كل بلاغ، كان اسم ريا وسكينة يتكرر، لكن دون دليل قاطع.
الشرطة بدأت تشك، لكن لم يكن هناك ما يثبت تورطهما. حتى جاء البلاغ الحاسم من عسكري أثناء دوريته، عثر على جثة امرأة في الشارع، وبجانبها طرحة بيضاء وشعر وعظام. وفي نفس الوقت، أبلغ أحد السكان عن عظام بشرية أثناء حفر تمديدات في بيته، الذي كانت تسكنه سكينة سابقًا.
بدأت التحقيقات، وظهرت أدلة قوية، منها ختم زوج ريا، حسب الله، الذي وُجد في الحجرة التي كانت تسكنها. استُدعيت ريا وسكينة، وبدأت الاعترافات تتساقط. اعترفت سكينة بأنها كانت تستدرج النساء بالكلام المعسول، وتُسقيهن الخمر، ثم يتولى عبد العال، زوجها، قتل الضحية، ويسرق مصاغها، بينما يتولى عرابي وعبد الرازق دفن الجثة.
إقرأ أيضا:حكايات جحا المضحكةبلغ عدد الجثث المكتشفة 17 جثة، جميعهن نساء، قُتلن بنفس الطريقة. اعترف عبد العال بأنه تزوج سكينة تحت ظروف قاسية، ولم يكن يعلم أنه ارتبط بأكبر سفاحة في تاريخ الإسكندرية. أما الصائغ الذي كان يشتري الذهب المسروق، فقد حُكم عليه بالسجن.
في 21 و22 ديسمبر عام 1921، نُفذ حكم الإعدام في ريا وسكينة، وعبد العال، وحسب الله، وعرابي، وعبد الرازق. ومع إغلاق القضية، أُغلق فصلٌ من أكثر الجرائم بشاعة، لكن الرعب الذي زرعته هذه العصابة ظل حيًا في ذاكرة الناس، حتى أن الأهالي كانوا يهابون السكن قرب المنازل التي وُجدت فيها الجثث، وظلت تلك البيوت مهجورة حتى تم ردمها.
🏁 النهاية المتوقعة
رغم أن العدالة أخذت مجراها، فإن قصة ريا وسكينة تظل درسًا قاسيًا في كيف يمكن للشر أن يتخفى خلف الوجوه المألوفة. لم تكن الجريمة فقط في القتل، بل في الثقة التي مُنحت، وفي الأمان الذي خُدع. ومع إعدام أفراد العصابة، انتهت الجرائم، لكن الخوف الذي زرعوه ظل حيًا في ذاكرة المدينة.
إقرأ أيضا:مسلسل قصة هوانا