📖 الملك والبخيل – حكاية عن الغنى الذي لا يُثمر
جدول المحتويات
🏚️ الفصل الأول: البخيل المتنكّر
في زمنٍ بعيد، كان هناك رجلٌ بخيل، لا يرى في المال إلا كنزًا يجب أن يُخبّأ، لا يُنفق، ولا يُشارك. طاف القرى، يبحث عن مكانٍ لا يُلزمه بالعطاء، حتى وجد قريةً أهلها كرماء، فادّعى الفقر، ولبس ثوب الحاجة، فصاروا يعطونه بلا سؤال، ويطعمونه بلا مقابل.
لكن بخله لم يهدأ، فحين حصل على عنزةٍ تُدرّ الحليب، أغلق باب بيته الذي يطلّ على القرية، وفتح بابًا آخر يواجه البرية، خوفًا من أن يطلب أحدٌ منه شيئًا من الحليب.
💰 الفصل الثاني: الغنى المدفون
كان الناس يهمسون: “إنه غني، يخبّئ دنانيره تحت أرض كوخه.” لكنهم كانوا يبتسمون مشفقين، ويستمرون في عطائه، لا لأنهم يصدقونه، بل لأنهم لا يسألون.
كان يعيش على خيرهم، ويخاف من خيره، يظن أن العطاء يُنقصه، وأن الكرم يُفقره.
🐎 الفصل الثالث: الفارس الضائع
في يومٍ قائظ، وصل فارسٌ تائه، جائع، عطشان، إلى القرية. رأى بيتًا يطلّ على البرية، فظنّه أول بيت في القرية، واتجه إليه. كان ذلك بيت البخيل.
وقبل أن يترجّل، صاح به البخيل: “لا تترجل! لا طعام، لا شراب، لا حتى قش!”
إقرأ أيضا:الضفادع و السباقصُدم الفارس، لكنّه لم يُجادل، بل دخل القرية، ووقف أمام بيتٍ آخر. خرج أهله يرحبون به، قدّموا له الماء والطعام، وتركوه يستريح دون أن يسألوه من هو.
👑 الفصل الرابع: المفاجأة الملكية
بعد أيام، عاد الفارس، لكن هذه المرة كان ملكًا، ومعه جيشٌ من الفرسان، وخيراتٌ كثيرة. توقف عند بيت من استضافه، وأقام وليمةً عظيمة، شكر فيها صاحب البيت، وأهل القرية، وقال:
“الحمد لله أن في مملكتي أناسًا مثلكم.”
لكن وسط الفرح، سُمع صوت بكاء، كان البخيل يبكي، ويقول: “هذه الهدايا كلها أموالي، ضيعتها بيدي.”
سأله الملك: “كيف؟”
قال: “ألم تقصد بيتي أولًا؟ لو رحّبت بك، لكنت أنا صاحب هذه النعم.”
ضحك الملك، وضحك الجميع، وقال الملك:
“عجيب! كيف يعيش مثل هذا البخيل بينكم؟”
أجاب البخيل: “أحسن عيشة يا سيدي، فهم يعطون ولا يسألون.”
وانفجر الجميع بالضحك، وضاع صوت بكاء البخيل وسط ضحكهم الكثير.
🧠 التحليل الرمزي
الرمز | الدلالة |
---|---|
البخيل | الإنسان الذي يُضيّع الخير خوفًا من فقده |
القرية الكريمة | المجتمع الذي يُعطي دون أن يسأل |
الفارس | الفرصة التي تأتي متنكّرة |
الملك | الجزاء الذي لا يُمنح إلا لمن يستحقه |
الوليمة | ثمرة الكرم، ومكافأة النبل |
الحكمة: من يُغلق بابه خوفًا من العطاء، يُغلق على نفسه أبواب الرزق. ومن يُضيّف الغريب، يُضيف إلى قلبه بركةً لا تُشترى.
إقرأ أيضا:قصة الساعة✨ الرسالة العميقة
- الكرم لا يُنقص المال، بل يُباركه.
- الفرصة لا تُعلن نفسها، بل تختبر القلوب.
- البخل لا يحفظ النعمة، بل يُفسدها.
- من يعطي دون أن يسأل، يُعطى دون أن يتوقع.