🐾 الكلب الوفي… حين يُقتل الوفاء بسوء الظن
جدول المحتويات
في عالمٍ تتداخل فيه المشاعر مع الأحكام، تُروى قصة الأمير والكلب الوفي لتُذكّرنا بأنّ الوفاء لا يُقاس بالكلمات، بل بالمواقف. إنها حكاية عن الثقة، وعن لحظة واحدة من الغضب قد تقتل ما لا يُعوّض. قصة تُجسّد كيف يمكن للندم أن يُصبح رفيقًا دائمًا حين يُظلم من لا يستحق الظلم.
📖 مقتطف رمزي
“لم يكن الكلب يعوي خوفًا، بل كان يستنجد بقلبٍ أحبّه… لكن السيف كان أسرع من الفهم، فمات الوفاء قبل أن يُسمع صوته.”
📚 القصه
في أحد البلاد، عاش أمير في قصرٍ مع زوجته وطفله الصغير، وكان يمتلك كلبًا وفيًا يُرافقه في كل رحلاته، حتى في الصيد. كانت علاقة الأمير بالكلب مميزة، إذ اعتبره فردًا من العائلة.
ذات يوم، توفيت زوجة الأمير فجأة، فغرق في الحزن، وقرر أن يخرج في رحلة صيد لينسى ألمه. احتار في أمر طفله، ولم يجد من يثق به سوى كلبه الوفي، فتركه معه.
في رحلته، لم يشعر الأمير بالراحة، فقلقه على ابنه كان يطغى على كل شيء. عاد مبكرًا، وحين اقترب من القصر، رأى الكلب يركض نحوه، مغطى بالدماء، ويعوي بشدة. ارتعب الأمير، وركض إلى غرفة طفله، فوجد السرير فارغًا، والدماء تغطي المكان.
إقرأ أيضا:قصة خرافيةغضب الأمير، وظن أن الكلب قتل ابنه، فأخرج سيفه وقتله دون أن يُنصت لعوائه. جلس يبكي، منهارًا من الألم والندم، حتى سمع صوت طفله من الغرفة المجاورة. هرع إليه، فوجده يلعب بجانب ذئبٍ ميت، مغطى بالدماء.
حينها أدرك الأمير أن الكلب لم يقتل ابنه، بل أنقذه من الذئب. عاد إلى الكلب، لكن الوفاء كان قد مات. ومنذ ذلك اليوم، لم يبتسم الأمير، وعاش حزينًا نادمًا على ظلمه لأوفى صديقٍ له.
🔍 التحليل
القصة تُجسّد مأساة الحكم المتسرّع، حين يُغلب الغضب على العقل، ويُقتل الوفاء بسوء الظن. الكلب هنا ليس مجرد حيوان، بل رمزٌ للثقة التي لا تُخون، وللحب الذي لا يُطلب مقابلًا. الأمير، رغم مكانته، يُخطئ خطأً لا يُغتفر، لأنه لم يُصغِ لصوت الوفاء، بل استجاب لصوت الخوف.
الدماء التي رآها لم تكن دليلًا على الجريمة، بل على البطولة. والندم الذي عاشه لم يكن على موت الكلب فقط، بل على موت جزء من قلبه معه. القصة تُعلّمنا أن الوفاء لا يُختبر في اللحظات السهلة، بل في لحظات الشك، وأن من يُخطئ بحق من أحبّه، قد لا يجد فرصة ثانية للاعتذار.
🏁 الخاتمة: حين يُقتل الوفاء بسوء الظن
في زمنٍ تتسارع فيه الأحكام، وتُنسى النوايا، تبقى قصة الأمير والكلب الوفي درسًا خالدًا. إنها دعوة للتأني، وللإصغاء قبل أن يُرفع السيف. لأن الوفاء، حين يُقتل ظلمًا، لا يعود، ويبقى الندم هو الصوت الوحيد الذي لا يصمت.
إقرأ أيضا:قصة لعقة من العسل