🗡️ خبيب بن عدي رضي الله عنه – شهيد الوفاء وحارس العقيدة
جدول المحتويات
خبيب بن عدي رضي الله عنه من الصحابة الأبطال الذين جسّدوا معاني الإيمان، والوفاء، والصبر، والورع، حتى صار اسمه مرادفًا للثبات في وجه الموت، والحب الصادق لرسول الله ﷺ. أنصاري من قبيلة الأوس، من أوائل من أسلم، ومن الذين قاتلوا في بدر وأُحد، وشارك في حمراء الأسد رغم جراحه، ثم ختم حياته شهيدًا في مشهد من أعظم مشاهد البطولة في تاريخ الإسلام.
✍️ نسبه وجهاده
هو خبيب بن عدي بن مالك بن عامر، من قبيلة الأوس، التي كان يرأسها سعد بن معاذ رضي الله عنه. عُرفت قبيلته بالشجاعة والصبر، وكان خبيب من أوائل من أسلم، وجاهد مع النبي ﷺ في بدر، حيث قتل الحارث بن عامر بن نفيل، ثم قاتل في أحد قتال الأبطال، وكان من الذين استجابوا لله وللرسول، فخرج إلى حمراء الأسد رغم جراحه، لمواجهة المشركين بقيادة أبي سفيان.
وقد نزل فيه قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ﴾ (آل عمران: 172) فكان من الذين زادهم الإيمان، وقالوا: “حسبنا الله ونعم الوكيل”
🕊️ ورعه وتقواه
أُسر خبيب بعد أن غدر به قوم عضل والقارة، الذين أُرسل إليهم في سرية دعوية، فباعوه لقريش. وكان شديد الورع، يتحرى الحلال، ويبتعد عن الحرام، حتى وهو أسير. قال لموهب مولى الحارث بن عامر: “أسألك ثلاثًا: أن تسقيني ماءً عذبًا، وأن تجنبني ما ذُبح على النُصب، وأن تؤذنني إذا أرادوا قتلي”
إقرأ أيضا:قصة الإسراء والمعراجوكان يصلي، ويذكر الله، ويتهيأ للشهادة، راضيًا بقضاء الله، ثابتًا على دينه، لا يجزع ولا يتراجع.
❤️ حبّه للنبي ﷺ
حين أراد المشركون صلبه، نادوه وقالوا: “أتحب أن محمدًا مكانك؟” فقال خبيب رضي الله عنه: “لا والله، ما أحب أن يفديني رسول الله بشوكة يشاكها في قدمه” فضحكوا منه، لكنه كان صادقًا، يحب النبي ﷺ أكثر من نفسه، ويُقدّم روحه فداءً له، في مشهد من أروع مشاهد الحب والولاء.
ثم صُلب، ومات شهيدًا، ثابتًا، رافع الرأس، تاركًا خلفه قصة تُروى في كل مجلس، وتُخلّد في كل قلب مؤمن.
📚 العبر والدروس
- الإيمان الحقيقي يظهر في لحظات الشدة
- الورع لا يُترك حتى في الأسر والموت
- حب النبي ﷺ فوق كل حب
- الثبات على الحق هو طريق الشهادة
- من صدق مع الله، رفعه الله، وخلّد ذكره
🔚 الخاتمة
خبيب بن عدي رضي الله عنه لم يكن مجرد صحابي، بل كان مدرسة في الوفاء، والورع، والثبات، والحب الصادق. عاش مجاهدًا، ومات شهيدًا، وترك لنا قصة تُعلّمنا كيف يكون المسلم قويًا في إيمانه، نقيًا في قلبه، صادقًا في حبه، ثابتًا في مواقفه. فلنُحيي ذكره، ولنقتدِ بسيرته، ولنجعل من حياته نورًا يُضيء طريقنا في زمن الفتن.
إقرأ أيضا:أين يقع جبل الجودي