📘 قصة حب قصيرة: حين قاد الجنون قلبًا أعمى
في عالمٍ رمزيٍّ قبل أن يُخلق البشر، اجتمعت الفضائل والرذائل في لعبة طفولية، لكن ما حدث خلالها كشف عن جوهر الحب، وارتباطه بالجنون، وكيف أن المشاعر النبيلة لا تُخفى، ولا تُقاس بالعقل، بل تُقودها العاطفة، وتُجرّها المفاجآت. هذه القصة الرمزية تُجسّد كيف أن الحب، رغم رقّته، لا ينجو من الطعن، لكنه لا يفقد قدرته على الإلهام.
📖 القصة
في زمنٍ قديم، حيث لم يكن على الأرض بشر، كانت الفضائل والرذائل تطوف العالم معًا، تشعر بالملل، تبحث عن لعبة تُسلّيها. اقترح الإبداع لعبة “الاستغماية”، فوافق الجميع، وصرخوا بحماس. قرر الجنون أن يكون من يُغمض عينيه ويعدّ، بينما يختبئ الآخرون.
بدأ العدّ، وبدأت الفضائل والرذائل بالاختباء: الرقة فوق القمر، الخيانة في كومة زبالة، الولع بين الغيوم، الشوق في باطن الأرض، الكذب في قاع البحيرة. وحده الحب، كعادته، لم يعرف أين يختبئ، فاختار في اللحظة الأخيرة أن يختبئ بين شجيرات الورد.
انتهى العد، وبدأ الجنون البحث. كشف الكسل أولًا، ثم الرقة، ثم الكذب، ثم الشوق. لكن الحب ظلّ مختفيًا. اقترب الحسد من الجنون، وهمس له: “الحب بين شجيرات الورد.” أمسك الجنون شوكة خشبية، وبدأ يطعن الشجيرة بلا رحمة، حتى سمع صوت بكاء يمزق القلوب.
إقرأ أيضا:قصة مسلسل روبيخرج الحب، يحجب عينيه، والدم يقطر من بين أصابعه. صرخ الجنون نادمًا: “يا إلهي، ماذا فعلت؟ لقد أفقدتك بصرك! ماذا أفعل لأصلح خطئي؟” أجابه الحب: “لن تستطيع أن تعيد لي بصري، لكن لا يزال بإمكانك أن تفعل شيئًا لأجلي… كن دليلي.”
ومنذ ذلك اليوم، صار الحب أعمى، يقوده الجنون. ولهذا، حين نحب، نقول: “أحبك بجنون.”
🧩 العبرة من القصة
الحب لا يُخبأ، ولا يُقاس، ولا يُحكم عليه بالعقل. إنه شعورٌ أعمى، يقوده الجنون، ويُجرّح أحيانًا، لكنه لا يموت. في لحظة طيش، قد نؤذي من نحب، لكن الحب الحقيقي لا يطلب الاعتذار، بل يطلب أن نكون دليله في الطريق.
إقرأ أيضا:قصة الاميرة النائمة🪶 ومضة أخيرة
الحب لا يرى، لكنه يشعر. والجنون لا يُفكر، لكنه يتحرك. وبين القلب والعقل، تظل المشاعر هي من تقودنا. فليكن حبنا صادقًا، حتى وإن قاده الجنون، لأن الحب الأعمى لا يحتاج إلى عين، بل إلى قلبٍ يعرف الطريق.