🏷️ أم حبيبة وأبو سفيان – حين انتصرت العقيدة على الدم
جدول المحتويات
في زمنٍ كانت فيه العقيدة تُختبر في كل لحظة، وقفت أم حبيبة بنت أبي سفيان موقفًا يُخلّد في صفحات الإيمان، حين واجهت أباها، زعيم قريش، وهو لا يزال على شركه، فاختارت ولاءها لله ورسوله على رابطة الدم والنسب. إنها لحظة فارقة تُظهر كيف يعلو الإيمان فوق كل اعتبار.
👤 من هي أم حبيبة؟
هي رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب، من سادات قريش، وزوجة النبي محمد ﷺ، وأم المؤمنين. أسلمت مبكرًا، وهاجرت إلى الحبشة، وثبتت على الإسلام رغم ارتداد زوجها عبيدالله بن جحش، فزوّجها النبي ﷺ وهي في أرض الهجرة، وكان مهرها أربعمئة دينار دفعها النجاشي نيابة عن النبي.
🏛️ الموقف مع أبيها
بعد أن نقضت قريش صلح الحديبية، خرج أبو سفيان إلى المدينة ليجدد العهد مع النبي ﷺ، وكان لا يزال مشركًا. دخل على ابنته أم حبيبة، فلما أراد أن يجلس على فراش النبي ﷺ، طوته عنه، فاستغرب وقال:
“يا بنية، ما أدري أرغبتِ بي عن هذا الفراش، أم رغبتِ به عني؟” فأجابته بثبات: “بل هو فراش رسول الله ﷺ، وأنت مشرك نجس، لا أحب أن تجلس عليه”
إقرأ أيضا:قصة قوم ثمودفقال أبو سفيان متألمًا: “لقد أصابك بعدي شر”
📌 دلالة الموقف
هذا المشهد يُجسّد كيف أن العقيدة عند أم حبيبة كانت فوق كل علاقة، حتى وإن كانت مع أبيها. لم تتردد في حماية مكانة النبي ﷺ، ولم تسمح لأبيها أن يُدنّس فراش النبوة، رغم ما في قلبها من مشاعر البنوة. إنها لحظة انتصار الإيمان على العاطفة، والولاء لله على كل شيء.
🔚 الخاتمة
قصة أم حبيبة مع أبيها أبو سفيان تُعلّمنا أن الإيمان ليس مجرد كلمات، بل مواقف تُثبت صدق العقيدة. لقد اختارت أن تكون أمًا للمؤمنين، لا بنتًا لزعيم المشركين، فخلّد التاريخ موقفها، ورفع الله قدرها، وجعلها من نساء الجنة. فسلامٌ عليها، وعلى كل من قدّم الدين على الدنيا.
إقرأ أيضا:أين يقع الأخدود العظيم