🦁 الأسد والفأر: حكاية الوفاء والتعاون بين القوة والضعف
في عالم الحكايات، تبرز قصص تحمل بين سطورها دروسًا خالدة، تُغرس في النفوس منذ الطفولة وترافقنا حتى الكهولة. ومن بين هذه الحكايات، تأتي قصة “الأسد والفأر” لتُعلمنا أن الوفاء لا يُقاس بالحجم، وأن التعاون لا يعرف طبقات أو مراتب. فكل كائن، مهما بدا ضعيفًا، يحمل في داخله قدرة على التأثير، وقد يكون مفتاحًا للنجاة في لحظة لا يتوقعها أحد.
📖 القصة:
في أحد الأيام، وبينما كان الأسد نائمًا في عرينه، سقط فأر صغير على إحدى قدميه الأماميتين، فاستيقظ الأسد غاضبًا، وأمسك بالفأر وهو يزمجر: “كيف تجرأت على دخول عرين ملك الغابة؟ ألا تعلم أنني نائم؟”
ارتجف الفأر من الخوف، وأدرك أن مصيره الموت، لكنه تمالك نفسه وقال بتوسل: “يا جلالة الملك، أعلم قوتك وسلطانك، وأنا مجرد فأر صغير لا يصلح حتى كوجبة لك. لا يليق بملك عظيم أن يقتل مخلوقًا ضعيفًا مثلي. أرجوك، من أجل عظمتك، أن تتركني.”
ضحك الأسد ساخرًا وقال: “ولماذا أتركك وقد أيقظتني؟ الموت أقل عقوبة لك!” فأجاب الفأر بدموع: “أعلم أنني ضعيف، لكن ربما تحتاج إليّ يومًا ما.” استغرب الأسد وقال: “أنا أحتاجك؟ كيف تتجاسر وتقول هذا؟” فرد الفأر بثقة: “اتركني، وسترى بنفسك حاجتك إليّ.” أطلق الأسد سراحه وقال: “سأرى كيف يحتاج ملك الوحوش إلى فأر صغير.”
إقرأ أيضا:قصة علاء الدين والمصباح السحريمرت الأيام، ووقع الأسد في فخ صياد ماهر، فزأر بكل قوته، وارتجت الغابة من صوته. سمع الفأر النداء، وانطلق نحو الصوت، فقالت له الحيوانات: “إلى أين تذهب؟” فأجاب: “إني ذاهب إلى جلالة الملك لأفي بوعدي.”
وصل الفأر إلى الأسد، فوجده حبيسًا في شبكة قوية، فبدأ يقرضها بأسنانه الصغيرة بكل ما أوتي من قوة. وبعد جهد كبير، نجح في تحرير الأسد، فقال له الأسد بتأثر: “الآن علمت أن الملك، مهما بلغت قوته، لا يستطيع أن يعيش حرًا دون معونة الصغار. كل كائن محتاج إلى غيره.”
إقرأ أيضا:خرافات واساطير🎯 الإضاءة الختامية:
الحياة لا تُبنى بالقوة وحدها، بل بالتعاون والوفاء. فالصغير قد يحمل في قلبه ما يعجز عنه الكبير، والضعيف قد يكون سببًا في إنقاذ الأقوياء. فلنحترم الجميع، فلكلٍ دوره في هذه الحياة.
