🕊️ ثعلبة بن عبد الرحمن: الهارب من النار والعائد إلى رحمة الله
جدول المحتويات
قصة ثعلبة بن عبد الرحمن من القصص التي تهزّ القلوب وتُحيي معاني التوبة والرجاء. خادم النبي ﷺ، الذي أذنب ثم هرب خوفًا من غضب الله، ليُصبح مثالًا حيًّا على صدق التوبة وعظمة المغفرة الإلهية.
📜 مقدمة
في حياة الصحابة رضوان الله عليهم، نجد نماذج فريدة من خشية الله والحرص على الطهارة القلبية. ومن بين تلك النماذج، تبرز قصة ثعلبة بن عبد الرحمن، الذي خدم النبي ﷺ، ثم وقع في ذنبٍ صغير، لكنه عظم في قلبه حتى ظن أنه من أهل النار، فهرب إلى الجبال، باكيًا متضرعًا، حتى نزل الوحي يخبر النبي ﷺ بمكانه، لتبدأ رحلة العودة إلى رحمة الله.
🕯️ القصة الكاملة
كان ثعلبة بن عبد الرحمن يخدم النبي ﷺ في حاجاته، وذات يوم أرسله النبي في أمر، فمرّ بباب أحد الأنصار فرأى امرأةً تغتسل، فأطال النظر إليها. وما إن أدرك ما فعل، حتى خاف أن يُنزل الله وحيًا يُخبر النبي ﷺ بذنبه، فهرب إلى الجبال بين مكة والمدينة، وظل فيها أربعين يومًا، يتضرع إلى الله أن يغفر له.
نزل جبريل عليه السلام على النبي ﷺ وقال: “يا محمد، إن الله يقرئك السلام، ويقول: إن رجلاً من أمتك بين حفرة من الجبال يتعوذ بي”. فأرسل النبي ﷺ عمر بن الخطاب وسلمان الفارسي للبحث عنه. وبعد بحث طويل، دلّهم راعٍ يُدعى زفافة، وقال: “لعلكم تريدون الهارب من النار”، لأنه كان يسمعه كل ليلة يناجي ربه: “يا ليتك قبضت روحي بين تلك الأرواح”.
إقرأ أيضا:أين تقع سفينة نوحوصل عمر إلى ثعلبة، فاحتضنه، وسأله إن كان النبي ﷺ علم بذنبه، فأجابه عمر: “لا، لكنه أرسلنا لنأتي بك”. طلب ثعلبة ألا يدخل على النبي إلا وهو يصلي، فلما سلّم النبي، سأله: “ما غيّبك عني يا ثعلبة؟”، فقال: “ذنبي يا رسول الله”. فقال له النبي ﷺ: “ألا أدلك على آية تمحو الذنوب؟”، فقرأ عليه: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” فقال ثعلبة: “ذنبي أعظم”، فردّ النبي ﷺ: “بل كلام الله أعظم”.
عاد ثعلبة إلى بيته، لكنه لم يخرج منه لثمانية أيام، حتى ذهب إليه النبي ﷺ، فوضع رأسه في حجره، فرفعه ثعلبة وقال: “رأسي لا يستحق أن يكون في حجرك، يا رسول الله، إنه مليء بالذنوب، وأشعر بدبيب النمل بين عظمي”. قال له النبي ﷺ: “ماذا تشتهي؟”، فقال: “مغفرة ربي”. فنزل جبريل وقال: “يا محمد، إن ربك يقول: لو أن هذا العبد لقيني بقراب الأرض ذنوبًا، للقيته بقرابها مغفرة”. فلما سمع ثعلبة ذلك، صاح صيحة الموت، وفاضت روحه إلى بارئها.
📌 نقاط تربوية
- الخوف من الذنب علامة على حياة القلب، وثعلبة مثالٌ في صدق التوبة.
- رحمة الله وسعت كل شيء، حتى من ظن نفسه هالكًا.
- النبي ﷺ لم يُعنّف ثعلبة، بل دلّه على آيةٍ جامعة للمغفرة.
- الصحابة كانوا يسعون في الخير، ويبحثون عن إخوانهم التائبين.
- الوحي نزل ليُطمئن قلب النبي ﷺ ويُرشد إلى مكان ثعلبة، مما يدل على مكانته.
📊 جدول توضيحي
العنصر | التفاصيل |
---|---|
اسم الصحابي | ثعلبة بن عبد الرحمن |
الذنب المرتكب | النظر إلى امرأة تغتسل |
مدة اختفائه | أربعون يومًا بين مكة والمدينة |
من بحث عنه | عمر بن الخطاب وسلمان الفارسي |
الآية التي دلّه عليها النبي ﷺ | “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” |
سبب وفاته | تأثره بكلام النبي ﷺ عن مغفرة الله، فصاح صيحة الموت |
🏁 خاتمة
قصة ثعلبة بن عبد الرحمن تذكّرنا بأن الذنب مهما عظم، فإن رحمة الله أعظم، وأن التوبة الصادقة تُفتح لها أبواب السماء. إنها دعوة لكل قلبٍ أن يعود، ولكل نفسٍ أن ترجو، فالله لا يردّ من أقبل عليه نادمًا، خاشعًا، مستغفرًا.
إقرأ أيضا:قصة سالم مولى ابي حذيفة