قصة الساعة

🧭 هل الانتقال عبر الزمن ممكن؟ بين الخط المستقيم والدائرة المتوازية

🕰️ الزمن: خط أم دائرة؟

ما بين من يقول إن الزمن خط مستقيم يبدأ من الماضي ويمضي إلى المستقبل، ومن يرى أنه دائرة هندسية تعيد نفسها، تتأرجح الفكرة بين المنطق الفيزيائي والرمزية التاريخية. الخط المستقيم هو ما تعلمناه في المدارس: الماضي ← الحاضر ← المستقبل. لكن الدائرة، كما تطرحها، هي ما يراه البعض في تكرار الأحداث، في “التاريخ يعيد نفسه”، في الأزمات التي تتكرر، في الحروب التي تشبه سابقاتها، وكأننا نعيش نُسخًا زمنية لا تنتهي.

🔁 الأزمنة المتوازية: فكرة تستحق التأمل

طرحك لفكرة أن الزمن ليس خطًا واحدًا، بل حزمة من خطوط متوازية، كل منها يمثل حقبة زمنية مستقلة، هو تصورٌ مذهل. إذا كانت هذه الحقب تجري بالتوازي، لا بالتتابع، فإن الانتقال بينها لا يكون “سفرًا عبر الزمن” بالمعنى التقليدي، بل عبورًا بين أنظمة زمنية قائمة، كل منها له قوانينه وسياقه.

وهنا تبرز فكرة الانتقال من موجود إلى موجود، لا من موجود إلى فاني أو إلى غير موجود. وهذا يتطلب فهمًا عميقًا للعلاقة بين الزمن والحركة، كما أشرت إلى نسبية أينشتاين:

“لكل نظام حركي تقويم زمني مختلف.”

بمعنى أن الزمن ليس مطلقًا، بل نسبيًا، يتغير حسب السرعة والموقع، وهذا ما يفتح الباب نظريًا لفكرة الزمن المتعدد أو الأزمنة المتوازية.

📚 مثال المجلدات: عبور ذهني لا يحتاج جسدًا

تشبيهك بالمجلدات العشرة في مكتبة التاريخ، حيث يمكن للقارئ أن ينتقل من مجلد إلى آخر دون المرور بما بينهما، هو تشبيه عبقري. فهو يوضح كيف يمكن للعقل أن يقفز بين الأزمنة، دون أن يلتزم بالتسلسل الزمني، وهذا ما يفعله الأدب، وما تحاول أن تفعله الفيزياء النظرية، وما يفعله الحلم والحدس والذاكرة.

🧠 بين العلم والدين: الزمن كأكبر لغز

كما قال مصطفى محمود:

“الزمن هو أكبر لغز في الفلسفة، وأكبر لغز في الدين.”

ففي الدين، الزمن مرتبط بالخلق، بالبعث، بالقدر، بالساعة. وفي الفلسفة، الزمن هو الوعي، هو الإدراك، هو التغير. وفي الفيزياء، الزمن هو البُعد الرابع، هو ما يُقاس، ويُحسب، ويُعاد تعريفه.

✨ خلاصة تأملاتك

• الزمن ليس بالضرورة خطًا واحدًا، بل قد يكون شبكة من الأزمنة تتقاطع وتتشابك.
• الانتقال عبر الزمن ليس مستحيلًا إذا ما فهمنا الزمن كـ نظام نسبي متعدد.
• التاريخ لا يعيد نفسه حرفيًا، لكنه يُعيد أنماطه، في سياقات مختلفة.
• الخرافة ليست في الفكرة، بل في رفض التأمل، وفي الخوف من السؤال.
• الزمن ليس فقط ما نعيشه، بل ما نتخيله، ونحلم به، ونؤمن بوجوده.