📘 شخصيات قصة الزير سالم: بين الدم والثأر
جدول المحتويات
قصة الزير سالم ليست مجرد ملحمة جاهلية، بل هي مرآة لصراعات النفس والقبيلة، حيث تتشابك روابط الدم مع نداء الثأر، وتتحول الشخصيات من رموز للحكمة إلى وقود لحربٍ امتدت أربعين عامًا. في هذه القصة، تتجلى شخصيات متعددة، لكل منها دور محوري في إشعال نار الفتنة أو محاولة إطفائها.
👥 أبرز الشخصيات ودورهم في القصة
الشخصية | الدور والسياق |
---|---|
الزير سالم (المهلهل) | بطل القصة، شاعر وفارس، شقيق كليب، أفنى حياته في طلب الثأر لمقتله، رمز للوفاء والغضب الجاهلي |
كليب بن ربيعة | زعيم قبيلة تغلب، قتله جسّاس، وكان سبب اندلاع الحرب الطويلة بين بكر وتغلب |
جسّاس بن مرة | قاتل كليب، ابن عمّه، أشعل فتيل الحرب بسبب ناقة البسوس، ثم قُتل على يد الهجرس |
همّام بن مرة | شقيق جسّاس، قُتل في إحدى المعارك، وكان من أبرز فرسان بكر |
جليلة بنت مرة | زوجة كليب، وابنة مرة، وأم الهجرس، عاشت مأساة الحرب بين أهلها وزوجها |
الهجرس بن كليب | ابن كليب وجليلة، قتل خاله جسّاس انتقامًا لأبيه، رغم رابطة الدم التي تجمعهما |
الملك ربيعة | والد كليب والزير، قُتل على يد التبّع اليماني، وكان سببًا في بداية سلسلة الثأر |
الأمير مرة | والد جسّاس وهمّام وجليلة، شقيق ربيعة، حكم قبيلة بكر، حاول التهدئة لكنه فشل |
البسوس | خالة جسّاس، صاحبة الناقة التي قُتلت، وكانت شرارة الحرب بين القبيلتين |
عمرو بن الحارث | فارس من بكر، شارك جسّاس في قتل كليب، وكان له دور في تأجيج الصراع |
عمرو بن مالك | من بني قيس بن ثعلبة، أسر الزير سالم في نهاية القصة، وكان سبب موته في إحدى الروايات |
📖 القصة بالتفصيل
🧩 النشأة والبداية
كان ربيعة من ملوك العرب، يحكم قبيلة تغلب، وكان له أخ يُدعى مرة، أمير قبيلة بكر. عاشا في أطراف بلاد الشام، وكان لكل منهما أبناء وبنات، من بينهم كليب بن ربيعة، فارس تغلب، والزير سالم، واسمه الحقيقي المهلهل بن ربيعة، الذي كان أصغرهم سنًا، لكنه أكثرهم شاعرية ومرحًا، حتى لُقّب بـ”الزير” لكثرة مجالسته للنساء وشربه للخمر.
إقرأ أيضا:قصة الاميرة النائمةأما مرة، فكان له أبناء منهم جسّاس وهمّام، وبنت تُدعى الجليلة، التي كانت جميلة وذكية، وأحبها كليب حبًا شديدًا، لكنه لم يتزوجها، إذ زُفّت إلى ملك التبّع اليمني بعد أن أغراهم بالذهب والهدايا. لم يحتمل كليب ذلك، فدبّر خطة مع شباب القبيلة، واختبأوا في صناديق جهاز العروس، وعندما وصلوا إلى القصر، خرجوا ليلاً وقتلوا الملك، وأعادوا الجليلة إلى ديارهم، وتزوجها كليب.
🔥 شرارة الحرب
كان كليب شديد السطوة، لا يسمح لأحد بالرعي في أرضه إلا من قبيلته، حتى جاءت البسوس، خالة جسّاس، وخرجت ناقتها للرعي مع إبل جسّاس، فرماها كليب بسهم أصاب ضرعها فقتلتها. صرخت البسوس، واعتبر جسّاس ذلك إهانة لا تُغتفر، فتوعد كليب بالقتل.
وفي يوم خرجت النساء لمورد الماء، وكان معهن جسّاس وعمرو بن الحارث، فاعترضهن كليب، وحدثت مشادة كلامية، فطعن جسّاس كليب، وطلب كليب شربة ماء وهو يحتضر، لكن عمرو بن الحارث ترجل عن فرسه وأجهز عليه.
عاد جسّاس إلى أهله، وكشف عن ركبته علامة على أنه ارتكب أمرًا جللًا، وأخبرهم بما فعل. انتشر الخبر، ووصل إلى الزير سالم، الذي دفن أخاه ورثاه بالشعر، لكنه لم يتحرك للثأر، حتى ظنّ الناس أنه نسي، فعاد بنو مرة إلى ديارهم مطمئنين.
لكن الزير سالم لم يكن قد نسي، بل كان يُعدّ نفسه، فجزّ شعره، وقصّر ثوبه، وحلف ألا يشرب خمرًا، ولا يدهن بدهن، ولا يبتسم حتى يأخذ بثأر أخيه.
إقرأ أيضا:قصة فيها حكمة⚔️ ويلات الحرب
اندلعت حرب البسوس، واستمرت أربعين عامًا، دارت فيها معارك طاحنة بين بكر وتغلب، قُتل فيها همّام بن مرة، وذاق الجميع من ويلاتها، حتى النساء والأطفال. من أبرز أيامها: يوم الذنائب، يوم الواردات، يوم عنيزة، يوم القصيبات، ويوم تحلاق اللمم.
انقسمت قبائل بكر بين مؤيد ومعارض، وتدخلت قبائل أخرى لمحاولة الصلح، لكن الزير سالم كان يرفض، ويواصل القتال، حتى أنهكته الحرب، وتقلّص نفوذه، ولم يعد ذلك الفارس الذي يُحرّك الجيوش بكلمة.
🪓 نهاية الزير سالم
أغار الزير على بني قيس بن ثعلبة، فظفر به عمرو بن مالك، وأسره، لكنه أحسن إليه. وفي إحدى الليالي، سمعه عمرو يردد شعرًا في ابنته وهو مخمور، فغضب، وأقسم ألا يسقيه الماء حتى يرد “الخضير”، وهو بعير لا يرد الماء إلا في اليوم السابع، فمات الزير عطشًا.
وفي رواية أخرى، قُتل الزير سالم على يد عبيدين كانا في خدمته أثناء سفره، بعد أن أُغريا بقتله، فكانت تلك نهاية من أفنى عمره في طلب الثأر، وسلك طريق الموت حتى طاله.
🩸 نهاية جسّاس
أما جسّاس، فقد قُتل على يد الهجرس بن كليب، ابن جليلة، الذي تربّى على فكرة الثأر، فغرز رمحه في صدر خاله حتى خرج من ظهره، غير آبه برابطة الدم، إذ غلبت عليه عصبية الجاهلية، التي لا ترى في القاتل إلا هدفًا للانتقام.
إقرأ أيضا:قصة شعر فكتوريا💬 نهاية القصة
قصة الزير سالم ليست مجرد حكاية عن فارس وشاعر، بل هي مرآة لزمنٍ كانت فيه الكلمة تُشعل حربًا، والدم يُغسل بالدم، والشرف يُطلب بالسيف. إنها قصة عن الحب الذي تحوّل إلى لعنة، وعن الثأر الذي أكل كل شيء، حتى من طلبه. فهل كان الزير سالم بطلاً أم ضحية؟ وهل انتهت الحرب حقًا، أم أنها لا تزال تُروى في صدور من لم ينسوا؟ هذه قصة لا تنتهي، لأنها كُتبت بالحزن، وسُقيت بالدم، وتُروى كلما اشتعلت نار الغضب في قلبٍ لا يعرف الصفح.