قصص دينية

قصة الزبير بن العوام

🗡️ الزبير بن العوام رضي الله عنه – حواريّ النبي وسيف الحق

🟢 المقدمة

الزبير بن العوام رضي الله عنه أحد أعمدة الصحابة، وسيف من سيوف الإسلام، وحواريّ رسول الله ﷺ. كان من السابقين إلى الإسلام، ومن العشرة المبشرين بالجنة، ومن أهل الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليكونوا مرشحين للخلافة. نشأ في بيت النبوة، وتربى على الشدة والكرامة، وكان من أوائل المجاهدين، وأشجع الفرسان.

✍️ نسبه وكنيته

هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، يلتقي نسبه مع النبي ﷺ في قصي بن كلاب، وعدد ما بينهما من الآباء سواء. أمه صفية بنت عبد المطلب، عمة النبي ﷺ، وكانت امرأة قوية، مؤمنة، مهاجرة، ابتليت بفقد أخيها حمزة رضي الله عنه، لكنها بقيت صامدة في وجه المحن.

يُكنى الزبير بأبي عبد الله، نسبة إلى ولده عبد الله بن الزبير، أحد أبطال الإسلام، وكان يُكنى أيضًا بأبي الطاهر، وهي كنية أطلقها عليه أمه في صغره.

🕊️ إسلامه وثباته

أسلم الزبير وهو ابن ثماني سنوات، على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان من أوائل من دخلوا الإسلام. لما أسلم، غضب عليه قومه، وآذوه، وكان عمه من أشد الناس عليه، يعلقه في حصير، ويدخن عليه بالنار، ويقول له: “ارجع إلى الكفر” فيقول الزبير بثبات: “لا أرجع أبدًا”

إقرأ أيضا:قصة قابيل و هابيل

وقد تربى على الحزم، وكانت أمه تؤدبه بشدة، تطمح أن يكون له شأن، فكان كما أرادت، فارسًا في الإسلام، لا يلين، ولا يتراجع.

🛡️ جهاده ومواقفه

هاجر الزبير إلى الحبشة، فنال شرف الهجرة الأولى، ثم هاجر إلى المدينة، فنال شرف الهجرة الثانية. آخى النبي ﷺ بينه وبين عبد الله بن مسعود، وكان من أقرب الناس إلى قلب النبي، حتى قال فيه: “لكل نبي حواري، وحواريي الزبير بن العوام”

شهد بدرًا، وأُحدًا، والخندق، وكل الغزوات، وكان من أشجع الصحابة، لا يتأخر عن القتال، ولا يخاف في الله لومة لائم. كان أول من سلّ سيفه في الإسلام، وأول من بايع النبي ﷺ يوم العقبة.

🌟 مكانته في الإسلام

الزبير بن العوام من العشرة المبشرين بالجنة، ومن أهل الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليختاروا من بينهم خليفة. كان من كبار القادة، ومن أهل الرأي، ومن أصحاب البيعة، ومن الذين ثبتوا في الفتن، حتى استُشهد مظلومًا في معركة الجمل، بعد أن نزل عن القتال، وتذكر حديث النبي ﷺ: “لتقاتلن عليًا وأنت له ظالم”

📚 العبر والدروس

  • الثبات على الحق لا يُقاس بالعمر، بل بالإيمان
  • التربية الصالحة تصنع رجالًا لا تهزهم المحن
  • الصحبة الصادقة مع النبي ﷺ ترفع صاحبها إلى الجنة
  • الشجاعة ليست في القتال فقط، بل في الرجوع إلى الحق
  • من نصر النبي ﷺ، نصره الله في الدنيا والآخرة

🔚 الخاتمة

الزبير بن العوام رضي الله عنه كان حواريّ النبي، وسيف الإسلام، وفارس الحق، وصاحب المواقف الخالدة. عاش مجاهدًا، ومات شهيدًا، وترك خلفه سيرةً تضيء طريق الثبات، والصدق، والشجاعة. فلنقتدِ به، ولنتعلم من سيرته كيف يكون المسلم ناصرًا لدينه، وفيًّا لنبيه، ثابتًا على الحق حتى آخر لحظة.

إقرأ أيضا:قصة أصحاب الفيل
السابق
قصة سعد بن ابي وقاص
التالي
قصة خبيب بن عدي الانصاري