قصص دينية

قصة الاسراء و المعراج

📘 قصة الإسراء والمعراج – المعجزة التي رفعت النبي ﷺ إلى السماء

الإسراء والمعراج من أعظم المعجزات التي خصّ الله بها نبيه محمدًا ﷺ، وهي رحلة سماوية خارقة للزمان والمكان، جمعت بين الأرض والسماء، وبين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وبين عالم البشر وعالم الملائكة. وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (الإسراء: 1) في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذه الرحلة المباركة، ونكشف عن دلالاتها الروحية، ومكانتها في التاريخ الإسلامي، وآثارها في القدس الشريف.

✍️ القصة

في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، وبينما النبي ﷺ في مكة، جاءه جبريل عليه السلام، وأخذه على دابة تُدعى “البُراق”، وهي دابة بيضاء بين الحمار والبغل، تضع حافرها عند منتهى بصرها. فبدأت رحلة الإسراء، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، حيث صلى النبي ﷺ بالأنبياء إمامًا، في مشهدٍ جمع الرسالات السماوية كلها تحت راية التوحيد.

ثم بدأت رحلة المعراج، حيث عرج النبي ﷺ من فوق صخرة المسجد الأقصى إلى السماوات العُلى، فاستقبله الملائكة، ورأى من آيات الله الكبرى، ومرّ على الأنبياء في كل سماء، حتى بلغ سدرة المنتهى، ورأى الجنة والنار، وفرض الله عليه وعلى أمته الصلاة، خمسًا في العدد، وخمسين في الأجر، لتكون صلة دائمة بين العبد وربه.

إقرأ أيضا:قصة اصحاب الفيل

وقد كانت هذه الرحلة تكريمًا للنبي ﷺ بعد عام الحزن، وتثبيتًا لقلبه، وبيانًا لمقامه عند الله، وإظهارًا لعظمة الرسالة، وربطًا بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، في وحدة روحية لا تنفصل.

🕌 قبة الصخرة والمسجد الأقصى

في المكان الذي عرج منه النبي ﷺ، توجد صخرة عظيمة داخل المسجد الأقصى، وقد بنى الخليفة عبد الملك بن مروان فوقها قبةً شامخة، تُعرف اليوم بقبة الصخرة، وهي من أروع ما أنجزه الفن الإسلامي، مزينة بالزخارف والآيات، وتُشعّ بلونها الذهبي فوق مدينة القدس.

وقد اهتم بها المسلمون عبر العصور، وكان للملك الحسين بن طلال رحمه الله دورٌ في رعايتها، كما وجّه الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم بتجديد منبر صلاح الدين، وبناء مئذنة جديدة، والعناية بعمارة المسجد الأقصى، ليبقى شامخًا في وجه الاحتلال، ورمزًا للهوية الإسلامية.

📚 الدروس والعبر

قصة الإسراء والمعراج تُعلّمنا أن النصر يأتي بعد البلاء، وأن الله يُكرم عباده الصادقين، وأن الصلاة هي أعظم هدية من السماء. كما تُبيّن مكانة المسجد الأقصى في الإسلام، وضرورة الحفاظ عليه، والدفاع عنه، وتحريره من أيدي المحتلين. إنها رحلة روحية، تربط الأرض بالسماء، وتُظهر مقام النبي ﷺ، وتُثبت أن الإسلام دينٌ عالمي، يجمع بين الرسالات، ويُكرّم الأنبياء جميعًا.

🔚 الخاتمة

الإسراء والمعراج ليست مجرد قصة، بل هي معجزة خالدة، تُجسّد عظمة النبي ﷺ، وتُربط بين مكة والقدس، وتُعلّمنا أن الإيمان يرتقي بصاحبه إلى السماء. فلنُحيي هذه الذكرى بالإيمان، والصلاة، والدعاء، ولنُجدد العهد مع المسجد الأقصى، الذي بارك الله حوله، وجعل منه منارةً للتوحيد، ومقامًا للأنبياء، ومهوىً لأفئدة المؤمنين من كل فجٍّ عميق.

إقرأ أيضا:السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
السابق
قصة حاتم الطائي
التالي
قصة اصحاب الفيل