🏺أسطورة أوزوريس: حين انتصر الحب على الموت
جدول المحتويات
✨ المقدمة
من قلب الحضارة المصرية القديمة، حيث كانت الآلهة تسكن بين البشر، وتُرسم على جدران المعابد، وتُروى في طقوس الحياة والموت، خرجت واحدة من أعظم الأساطير التي خلدها التاريخ: أسطورة أوزوريس. قصة تتشابك فيها الخيانة بالحب، والعدل بالغدر، وتُجسد صراعًا خالدًا بين النور والظلام، بين أوزوريس وست، وبين الوفاء الذي لا يموت.
📖 القصة
كان أوزوريس ملكًا محبوبًا، يحكم مصر بالعدل، ويعلّم شعبه الزراعة، ويزرع فيهم حب الخير والعيش الكريم. لكن هذا النور أثار ظلام أخيه ست، الذي امتلأ قلبه بالحقد والغيرة، فدبّر مؤامرة شيطانية لقتل أخيه والاستيلاء على العرش.
في وليمة فاخرة، قدّم ست تابوتًا ذهبيًا مرصعًا بالألماس، وقال إنه هدية لمن يناسبه حجمه. جرب الجميع، حتى جاء دور أوزوريس، فاستلقى فيه، وأغلق ست التابوت عليه، وربطه، ورماه في نهر النيل. مات أوزوريس غرقًا، وتولى ست الحكم، ناشرًا الظلم والخراب.
لكن أيزيس، زوجة أوزوريس، لم تستسلم. بحثت عن التابوت، حتى وجدته في جبل بيبلوس، لكن ست سبقتها، وقطع جثة أوزوريس إلى 14 قطعة، وفرقها في أنحاء مصر. جمعت أيزيس الأشلاء، وأعادت الروح إلى زوجها بالسحر، لفترة قصيرة، وحملت منه بابنها حورس.
🦅 ولادة حورس وصراع العرش
اختبأت أيزيس في أحراش الدلتا، وربّت حورس في السر، حتى كبر وأصبح قويًا. عاد إلى الوادي ليطالب بحقه في عرش أبيه، وبدأت معارك شرسة بينه وبين ست. بمساعدة القوى، انتصر حورس، وأُدين ست في محاكمة الآلهة، ونُفي إلى الصحراء.
إقرأ أيضا:احلام مستغانمي ذاكرة الجسدأما أوزوريس، فاختار ألا يعود إلى الأرض، وفضّل أن يحكم مملكة الموتى، حيث أصبح رمزًا للبعث والخلود، يُستدعى اسمه في طقوس الجنائز، ويُرسم على جدران المقابر كإله للحياة بعد الموت.
إقرأ أيضا:قصص وحكايات ماوراء الطبيعه🌟 الخاتمة
أسطورة أوزوريس ليست مجرد قصة، بل مرآة لفلسفة المصريين القدماء في الحياة والموت، في العدل والانتقام، في الحب الذي لا يُهزم حتى أمام الموت. هي حكاية عن الوفاء الذي يُعيد الروح، وعن ابنٍ يُقاتل لاسترداد إرث أبيه، وعن ملكٍ اختار أن يكون نورًا في عالم الموتى، بدلًا من أن يعيش في أرضٍ دنّسها الشر.
