🐘 فلفول زعيم الفيلة – قصة التمرد والتعلم
جدول المحتويات
في صباحٍ هادئ من أيام الغابة، اجتمع صغار الفيلة حول أبيهم فلفول الكبير، زعيم الفيلة، وقد بدت على وجوههم ملامح الشوق لسماع حكاية من حكاياته القديمة. ابتسم لهم فلفول ابتسامة حانية، ونظر في أعينهم البريئة، ثم قال:
“يا أولادي، في الماضي كنت فيلًا صغيرًا، وكان أبي هو الزعيم فلفول الكبير، وأمي الحنونة الست فلافيلو. كنت أكبر إخوتي، ومقربًا إليها، لأنها كانت تحبني لطاعتي لها… إلا في أمرٍ واحدٍ فقط، لم أكن أطيعها فيه، واعتقدت أنه لا يشكل خطرًا، لكنني كنت مخطئًا.”
سأله أحد الصغار بفضول:
“وما هو يا أبي؟”
أجاب فلفول:
“كنت أحب أن أشرد عن جموع الفيلة، وأسير وحدي وسط أشجار الغابة الكثيفة. حذرتني أمي مرارًا، لكنني كنت أتحين غفوتها أو غفلتها لأفعل ما يحلو لي.”
ثم بدأ يسرد قصته:
🦁 اللقاء الأول مع الأسد
في أحد الأيام، خرجت وحدي ألهو بين الأشجار، أركض بحرية وسعادة، حتى سمعت صوتًا مفزعًا. التفتُّ، فإذا بأسدٍ كبيرٍ يزأر في وجهي، يريد أن يفترسني. كنت صغيرًا، ضعيفًا، لا أحد بجانبي.
صرخت:
“أمي! أمي! انقذيني!”
إقرأ أيضا:أين يقع قبر كليبقال الأسد:
“اصمت، دعني آكلك بهدوء، فأنا جائع جدًا.”
فجرت أمي نحوي، وسألتني بفزع:
“فلفول، ما بك؟”
أشرت إلى الأسد، فقالت له:
“من أنت؟”
نظر إليها الأسد، وتلعثم:
“أنا… كنت أسد الغابة، لكن الآن… أنا قطة، نياو نياو، إلى اللقاء!”
قالت له أمي بحدة:
“انتظر، وخذ هذه!” ثم ضربته ضربة قوية على رأسه، فصرخ: “آه يا رأسي!”
واصطدم بشجرة، ووقع مغشيًا عليه.
🐯 اللقاء الثاني مع النمر
رغم ما حدث، لم أتعلم. خرجت مرة أخرى وحدي، ألهو وأختبئ بين الأشجار، حتى سمعت صوتًا مفزعًا. التفتُّ، فإذا بنمرٍ مخططٍ كبير الحجم.
صرخت:
“أمي! سامحيني! انقذيني!”
قال النمر:
“اصمت، دعني آكلك، فأنا لا أحب الإزعاج.”
فجرت أمي، وسألت النمر:
“من أنت يا جبان؟”
قال وهو يرتجف:
“كنت نمرًا، لكن الآن… أنا بطة، واك واك، إلى اللقاء!”
قالت له أمي:
“انتظر، وخذ هذه!” ثم ضربته ضربة قوية، فصرخ: “آه يا رأسي!” وسقط مغشيًا عليه.
🐊 اللقاء الثالث مع التمساح
قررت أن أكون مطيعًا، لكن في يومٍ من الأيام، كنا بجوار نهرٍ صغير، وكنت عطشانًا جدًا. ابتعدت عن أمي وإخوتي، وذهبت لأشرب وحدي.
إقرأ أيضا:قصة قصيرة للاطفالرأيت شيئًا يشبه الخشب، فلم أهتم. شرعت في الشرب، فإذا به تمساحٌ كبير يقفز من الماء ويمسكني!
صرخت:
“أمي! سامحيني! انقذيني!”
فجرت أمي، وسألت التمساح:
“من أنت يا جبان؟”
إقرأ أيضا:قصص حب حقيقيهقال وهو يرتجف:
“أنا سمكة وديعة، كما ترين، وداعًا!”
قالت له أمي:
“انتظر، وخذ هذه!” ثم ضربته ضربة قوية، فصرخ: “أشعر أنني أصبحت سمكة بالفعل!” وترنح وهو يهذي بكلمات غير مفهومة.
🐘 النهاية والعبرة
بكيت كثيرًا، وندمت على ما فعلت، وعلى ما سببته لأمي من متاعب. وبخني أبي فلفول الكبير، وقال لي:
“يا فلفول، لا تكن طائشًا، فالوحدة ضعف، والتلاحم قوة.”
ومنذ ذلك اليوم، لم أعد أسير وحدي أبدًا. صرت أرافق إخوتي، وأحتمي بجموع الفيلة. وعندما كبرت، وأصبحت زعيمًا، أدركت أن الزحام الذي كنت أستنكره هو سر قوتنا، وسر نجاتنا.