🌊 غرق فرعون – نهاية الطغيان وبداية العبرة
جدول المحتويات
قصة غرق فرعون من أعظم القصص التي خلدها القرآن الكريم، فهي ليست مجرد نهاية لطاغية، بل درس خالد في أن الإيمان لا يُقبل عند الغرق، وأن العزة الحقيقية ليست في الملك والمال، بل في طاعة الله. لقد واجه موسى عليه السلام فرعون بالدعوة، والمعجزة، والصبر، لكن فرعون أبى واستكبر، حتى جاءه الغرق، فآمن حين لا ينفع الإيمان.
✍️ القصة
بعد أن انتصر موسى عليه السلام على السحرة، بدأ يدعو فرعون إلى الإيمان بالله، وإطلاق بني إسرائيل من عبوديته. لكن فرعون رأى أن سلطانه وماله أعظم من دعوة موسى، واستهزأ به، وقال لقومه: ﴿أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي﴾ (الزخرف: 51) وطالب أن يُؤتى أسورة من ذهب، أو أن تأتي معه الملائكة، فاستكبر، واستخف قومه، فأطاعوه، وكانوا قومًا فاسقين.
لما استحالت هدايته، أوحى الله إلى موسى أن يسير ببني إسرائيل ليلًا، فخرج بهم من مصر، متجهًا إلى الأرض المقدسة. ولما وصلوا إلى البحر، أمره الله أن يضرب البحر بعصاه، فانفلق البحر اثني عشر طريقًا، لكل سبط من بني إسرائيل طريق، وساروا آمنين على أرض جافة.
⚔️ مطاردة فرعون وغرقه
أحس فرعون بخروج بني إسرائيل، فجمع جنده، وخرج في مطاردة عظيمة، يريد أن يردهم إلى عبوديته. فلما وصل إلى البحر، رأى الطرق مفتوحة، فتبعهم، حتى إذا توسط البحر هو وجنوده، أمر الله البحر أن يعود كما كان، فأطبق عليهم، وغرقوا جميعًا.
إقرأ أيضا:بماذا عاقب الله قارونفي لحظة الغرق، قال فرعون: ﴿آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (يونس: 90) لكن الله رد عليه: ﴿آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (يونس: 91) فلم يُقبل منه الإيمان، لأنه جاء في لحظة الخوف، لا عن يقين، ولا عن رغبة في الحق.
🧠 عبرة لمن خلفه
قال الله تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً﴾ (يونس: 92) فنجّى الله جسد فرعون، ليكون عبرة لكل من يأتي بعده، وليُثبت أن الطغيان لا يدوم، وأن من كذّب الرسل، واستكبر، فمصيره الهلاك، ولو كان ملكًا عظيمًا.
📚 العبر والدروس
- الإيمان لا يُقبل عند الغرق، بل يجب أن يكون قبل البلاء
- الطغيان لا يُنقذ صاحبه، ولو ملك الأرض
- الله يُمهل ولا يُهمل، وإذا جاء أمره، لا يُرد
- من اتبع الرسل، نجا، ومن كذّبهم، هلك
- جسد فرعون باقٍ ليكون آية، لكن كثيرًا من الناس غافلون
🔚 الخاتمة
قصة غرق فرعون تُعلّمنا أن العزة ليست في المال والملك، بل في الإيمان، وأن من كذّب الرسل، واستكبر، فمصيره الهلاك، ولو آمن عند الموت. لقد نجّى الله جسد فرعون ليكون عبرة، لكن العبرة لا تنفع إلا من تأمل وتدبّر. فلنكن من الذين يؤمنون قبل البلاء، ويثبتون على الحق، ولا يغترّون بزينة الدنيا.
إقرأ أيضا:إعراض قوم عاد