🏷️ طغيان فرعون و عناده
حين يُعمي الكبر القلب عن الحق قصة فرعون مع موسى عليه السلام من أعظم القصص التي تُظهر كيف يمكن للكبرياء أن يُعمي البصيرة، ويُغلق القلب عن الإيمان، مهما ظهرت البينات وتكررت الدعوات. لقد أصر فرعون على عناده، رغم الهزائم، ورغم المعجزات، ورغم النصيحة الصادقة من رجل مؤمن من آل بيته، حتى كان مصيره الهلاك، ومصير قومه العذاب.
📖 القصة
بعد أن انتصر موسى عليه السلام على السحرة، وظهرت آيات الله أمام فرعون، لم يلن قلبه، بل ازداد طغيانًا، وقال له قومه: ﴿أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك﴾ فردّ فرعون: ﴿سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون﴾ (الأعراف: 127)
لكن موسى عليه السلام ثبت على دعوته، وقال لقومه: ﴿استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء والعاقبة للمتقين﴾ (الأعراف: 128)
ثم أراد فرعون أن يبطش بموسى، فتدخل رجل مؤمن من آل فرعون، يكتم إيمانه، وقال لهم: ﴿أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم﴾ (غافر: 28) وحذّرهم من بأس الله، وذكّرهم بالأمم السابقة، وقال: ﴿إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب﴾ (غافر: 30)
إقرأ أيضا:من هم أصحاب الحجرلكن فرعون استكبر، وقال لهامان: ﴿ابن لي صرحًا لعلي أبلغ الأسباب، أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبًا﴾ (غافر: 36–37)
أما المؤمن، فظل يدعوهم إلى النجاة، ويقول: ﴿يا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار﴾ (غافر: 41) ثم قال: ﴿وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد﴾ (غافر: 44) فوقاه الله سيئات ما مكروا، وأهلك الله آل فرعون، وقال: ﴿النار يُعرضون عليها غدوًا وعشيًا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب﴾ (غافر: 46)
📌 النقاط المستفادة
- الاستكبار يُغلق باب الهداية مهما ظهرت البينات
- الحق لا يُخيف إلا من في قلبه مرض
- النصيحة الصادقة قد تأتي من أقرب الناس حتى لو كان في بيت الطغيان
- النجاة في الإيمان، لا في السلطان
- من يفوض أمره إلى الله، ينجيه الله من كيد الظالمين
- الآخرة هي دار القرار، والدنيا متاع زائل
📌 الملخص
قصة طغيان فرعون وعناده تُظهر كيف أن الكبر والغرور قد يُغرق الإنسان في الضلال، حتى لو رأى المعجزات بعينه. لقد رفض فرعون دعوة موسى، وكذّب المؤمن من آل بيته، وظن أن ملكه سيحميه، فكان مصيره الهلاك، ومصير قومه العذاب. أما المؤمن، فقد فاز بالنجاة، لأنه فوض أمره إلى الله، وآمن بالحق، ودعا إليه. إنها قصة تُعلّمنا أن العاقبة للمتقين، وأن من يعاند الحق، فإنما يعاند نفسه.
إقرأ أيضا:ما هو عقاب قوم لوط