قصص دينية

سفينة نوح عليه السلام

🌊 سفينة نوح عليه السلام

رحلة النجاة من الطوفان، وعبرة الخلاص بالإيمان

✨ المقدمة

قصة سفينة نوح عليه السلام ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي تجسيد حيّ لسنة الله في الخلق: أن الإيمان هو طريق النجاة، وأن الكفر مهما علا، فمصيره الغرق. إنها قصة نبيٍّ دعا قومه تسعمئة وخمسين عامًا، فلم يؤمن إلا قليل، فكان الطوفان فصلًا بين الحق والباطل، والسفينة وسيلة النجاة لمن صدق، وعبرة خالدة لكل من كذب.

قال تعالى:

“وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا” (هود: 36–37)

🛠️ صُنع السفينة

  • دعا نوح قومه إلى التوحيد، فاستكبروا وكذبوه
  • استمر في دعوته 950 سنة، ولم يؤمن إلا القليل
  • دعا الله أن يهلكهم، فاستجاب له
  • أمره الله أن يصنع السفينة بوحي منه وتحت رعايته
  • قال تعالى:

“وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا” (المؤمنون: 27)

🐾 حمل السفينة ومجراها

  • حمل فيها من آمن من قومه
  • وأدخل فيها من كل زوجين اثنين من الحيوانات
  • تفجّرت الأرض بالينابيع، وانهمر المطر من السماء
  • التقت المياه، وارتفع الموج حتى غطّى الأرض
  • جرت السفينة وسط الطوفان، حتى جاء أمر الله بالهدوء
  • قال تعالى:

“فَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ” (المؤمنون: 27)

إقرأ أيضا:قصة بناء الكعبة

❌ من لم يركب السفينة

  • زوجة نوح كانت من الكافرين
  • وابنه رفض الركوب، وقال:

“سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ”

  • فرد عليه نوح:

“لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَحِمَ”

  • قال تعالى:

“وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ” (هود: 43)

🏔️ مكان استقرار السفينة

  • استقرت السفينة على جبل الجودي
  • قال تعالى:

“وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” (هود: 44)

📍 أقوال العلماء في تحديد موقع الجبل:

الرواية الموقع المحتمل
ابن عباس والضحّاك قرب مدينة الموصل
مجاهد وقتادة ومقاتل في الجزيرة شمال العراق
الزجّاج وآخرون في ديار بكر (آمد)، جنوب أرمينية
روايات أخرى جبل آرارات المطلّ على جزيرة ابن عمر شرق نهر دجلة

كل هذه المواقع تشير إلى منطقة واحدة تقريبًا، تقع شمال العراق وجنوب شرق تركيا، وهي منطقة جبلية تطل على نهر دجلة.

إقرأ أيضا:قصص الحيوان في القرآن

🧠 العبر والدروس المستفادة

  • الإيمان هو طريق النجاة، لا النسب ولا القرب
  • الصبر في الدعوة قد يمتد لقرون، لكنه لا يُضيع
  • الطوفان لا يُغرق إلا من أعرض عن الحق
  • السفينة رمز للثبات على الدين وسط أمواج الفتن
  • من لم يركب سفينة الإيمان، فلن يعصمه جبل ولا مال
  • الله يُنجي من يشاء برحمته، ويهلك من يشاء بعدله

📝 الخاتمة

سفينة نوح عليه السلام لم تكن مجرد خشب ومسامير، بل كانت وعدًا إلهيًا بالنجاة، وعبرةً لكل من كذب الرسل، واستكبر على الحق. إنها درسٌ خالدٌ في أن الإيمان هو الحصن، وأن الطوفان لا يُغرق إلا من أعرض، وأن الله لا يُخلف وعده.

إقرأ أيضا:قصة مريم العذراء

قال تعالى:

“إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ * لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ” (الحاقة: 11–12)

فسلامٌ على نوح يوم دعا، ويوم صبر، ويوم نُصِر، ويوم يُبعث حيًّا.

السابق
قصة النبي أيوب
التالي
قصة سورة البقرة