قصص دينية

خروج يوسف من السجن

📘 خروج يوسف من السجن – من الظلم إلى التمكين

قصة خروج يوسف عليه السلام من السجن ليست مجرد نهاية لمحنة، بل هي بداية للتمكين، والانتصار للحق، وظهور الطهارة بعد الابتلاء. لقد اختار يوسف أن يخرج من السجن مبرّأً، لا مدفوعًا بالحاجة، بل مدفوعًا بالكرامة، ليُثبت أن العفة لا تُنسى، وأن الله لا يضيع أجر المحسنين.

✍️ القصة

بعد أن فسّر يوسف عليه السلام رؤيا الملك، عاد الساقي وأخبره بما قال، فاطمأن الملك إلى صدق يوسف، وأمر بإخراجه من السجن. لكن يوسف رفض أن يخرج حتى تُكشف الحقيقة، ويُسأل النسوة اللاتي قطعن أيديهن، ليظهر براءته، ويخرج رافع الرأس، لا مطأطئه.

قال يوسف للرسول: ﴿ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ﴾ (يوسف: 50) فأمر الملك بإحضار النسوة، وسألهن عن يوسف، فقلن: “حاش لله، ما علمنا عليه من سوء” ثم اعترفت امرأة العزيز: “الآن حصحص الحق، أنا راودته عن نفسه، وإنه لمن الصادقين”

وبذلك ظهرت براءة يوسف، وارتفعت مكانته، وأصبح حديث الناس، فاستدعاه الملك، وكلمه، فأُعجب بعقله، ومنطقه، وأمانته، وقال له: ﴿إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ﴾ (يوسف: 54) فطلب يوسف أن يُعيّن على خزائن الأرض، ليُدير شؤون البلاد، ويُخرجها من أزمتها الاقتصادية، فقال: ﴿اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ (يوسف: 55)

إقرأ أيضا:قصة ماء زمزم

فاستجاب الملك، ومكّن الله ليوسف في الأرض، وأصبح وزيرًا بصلاحيات واسعة، يدير شؤون مصر، ويُخطط لمواجهة سنوات القحط القادمة.

🌾 سنوات الرخاء والجدب

تولى يوسف إدارة البلاد سبع سنوات من الرخاء، فجمع الغلال، وخزّن الفائض، ثم جاءت سبع سنوات من القحط، كما في رؤيا الملك، لكن يوسف كان مدبّرًا حكيمًا، فلم تعاني البلاد من المجاعة، بل كانت مصر مركزًا للغذاء، يأتيها الناس من كل مكان، يطلبون الطعام، ومن بينهم إخوته الذين لم يعرفوه بعد.

قال الله تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ﴾ (يوسف: 56) ثم ختم بقوله: ﴿وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ (يوسف: 57)

📚 العبر والدروس

  • الطهارة لا تُنسى، وإن طال الزمن
  • الكرامة فوق الحاجة، والحق لا يُشترى
  • من صدق مع الله، رفعه الله
  • التمكين لا يأتي إلا بعد الابتلاء
  • التدبير الحكيم يُنقذ الأمم من الأزمات

🔚 الخاتمة

خروج يوسف من السجن كان بداية لتمكينه في الأرض، وظهور براءته، وعلو شأنه. لقد اختار أن يخرج نقيًا، لا مدفوعًا بالضعف، فرفعه الله، وجعله وزيرًا، ومدبّرًا، ومنقذًا للناس من المجاعة. إنها قصة تُعلّمنا أن الصبر على البلاء، والثبات على الطهارة، طريق إلى العزة، وأن الله لا يضيع أجر المحسنين.

إقرأ أيضا:كيف تكاثر ابناء ادم
السابق
قصة قابيل و هابيل
التالي
قصة ادم وحواء