🏰 الشاطر حسن والغرفة الأربعين
📖 القصة
في مدينةٍ عربية قديمة، عاش تاجرٌ غنيٌ وحيد مع ابنه حسن، المعروف بذكائه وفطنته. وقبل وفاته، استدعى التاجر ابنه وقال له:
“يا بنيّ، أشعر بقرب أجلي، وأهبك كل مالي وقصري الجميل، وفيه أربعون غرفة. إليك مفاتيحها، لكن إياك أن تفتح الغرفة رقم أربعين، فإنها تجلب المتاعب والمصائب.”
مات التاجر، وحزن عليه حسن، ثم عاد إلى القصر، وبدأ يفتح الغرف واحدة تلو الأخرى، فوجد فيها الذهب والفضة والمجوهرات. وحين وصل إلى الغرفة الأربعين، تردد، لكنه قرر فتحها. دخلها ويده ترتجف، فوجد طاولة صغيرة عليها كوب ماء فيه شعرة طويلة مضيئة كشمعة.
كانت الغرفة تطل على قصر الملك، الذي لاحظ الضوء، فأمر وزيره بإحضار حسن وما يحمله. رفض حسن تسليم الكوب، فهدده الوزير، ففرّ حسن على حصانٍ تركه له والده، دون أن يعلم أن الحصان هو ملك من ملوك الجن.
سأله الحصان عن حزنه، فأخبره حسن بما حدث، فنصحه أن يعطي الكوب للوزير. فعل حسن ذلك، فأخذه الوزير إلى الملك، الذي انبهر بالشعرة، وقال:
“إن كان هذا النور ينبعث من شعرة، فكيف تكون صاحبتها؟”
أمر الملك بالبحث عنها، ثم طلب من حسن أن يأتي بها، وإلا قُتل. لجأ حسن إلى الحصان، الذي أرشده إلى خطة ذكية: أن يطلب سفينة محمّلة بالذهب من مال الوزير، ويعرضها على الشاطئ. سيأتي رجلٌ أسود ومعه فتاة جميلة، فإذا صعدت الفتاة وحدها، ينطلق بها إلى الملك.
إقرأ أيضا:قصة رومانسيةنفّذ حسن الخطة، لكن الفتاة ألقت خاتمها في البحر غضبًا. وعندما طلب الملك رؤيتها، اشترطت أن يُعاد لها خاتمها. عاد حسن إلى الحصان، الذي أمره بإعداد قارب مليء بالطعام، وذهب إلى عرض البحر. جاءت الطيور والأسماك، وساعدته سمكة في استرجاع الخاتم.
لكن الفتاة رفضت مقابلة الملك، وطلبت أن تُعاد غرفتها من قصر أبيها. عاد حسن إلى الحصان، الذي أمره بقتل الرجل الأسود الذي خطف الفتاة، وبذلك تعود الغرفة. نفّذ حسن المهمة، وجاءت الغرفة إلى حديقة الملك.
ومع ذلك، اشترطت الفتاة أن يُحرق حسن كي تراه. خاف حسن، وندم على فتح الغرفة، فطلب من الملك أن يمهله يومًا. عاد إلى الحصان، الذي أمره بجمع عرقه، وغسل نفسه به، ثم تسليم نفسه للحرق.
أشعل الملك نارًا عظيمة، ووضع حسن فيها، لكنه لم يحترق. فسأله الملك عن السر، فقال حسن:
“لقد حماني أسلافكم، وهم غاضبون منكم، ولن يرضوا إلا إذا دخلتم النار.”
دخل الملك والوزير النار، فاحترقا، ونجا حسن، فظنّ الناس أنه صِدّيقٌ مبارك.
دعا حسن الفتاة، وخيّرها بين البقاء معه أو العودة، فاختارت البقاء. ثم سأل الحصان كيف يكافئه، فأجابه:
“أطلقني من قيدي، لأعود ملكًا من ملوك الجن.”
خلع حسن الرسن من عنق الحصان، وأحرقه، فاختفى الحصان، وضرب الأرض بقدميه، وطار إلى مملكته في وادي الجن.
إقرأ أيضا:قصة عن الصداقة✨ العبرة من الحكاية
- الفضول قد يفتح أبوابًا للمصائب… لكنه أيضًا يفتح أبوابًا للبطولة.
- الذكاء وحده لا يكفي، بل يحتاج إلى الإيمان والمساعدة الصادقة.
- الوفاء للوصية قد يقيك من الندم، لكن الشجاعة في مواجهة الخطأ قد تصنع منك أسطورة.
- الحكاية ترسّخ قيمًا مثل الصبر، الذكاء، الوفاء، والعدل، وتنتقد السلطة الجائرة والغرور.