قصص دينية

حادثة الإفك كاملة

📜 الحادثة الإفك

في تاريخ السيرة النبوية، تبرز حادثة الإفك كواحدة من أشد المحن التي تعرض لها بيت النبوة، حين طعن المنافقون في عرض النبي صلى الله عليه وسلم، واتهموا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زورًا وبهتانًا. لكن الله سبحانه وتعالى أنزل آيات تتلى إلى يوم القيامة، تبرئها وتفضح الكاذبين، وتعلم الأمة أدب التعامل مع الشائعات.

🧭 نبذة عن السيدة عائشة رضي الله عنها

هي عائشة بنت أبي بكر الصديق، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأحب نسائه إليه، ولدت قبل الهجرة بتسع سنوات، وتُكنى بأم عبد الله. كانت من أكثر النساء رواية للحديث، وفقيهةً في الدين، وقد أنزل الله في شأنها آيات من سورة النور تبرئها من حادثة الإفك، وتخلّد براءتها في كتابه الكريم.

📖 القصة

وقعت حادثة الإفك في غزوة بني المصطلق، حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عائشة رضي الله عنها، وكانت قد أصابتها القرعة. بعد انتهاء الغزوة، خرجت لقضاء حاجتها، ففقدت عقدًا كانت قد استعارتَه، فعادت تبحث عنه. في هذه الأثناء، حمل النفر هودجها ظنًا منهم أنها فيه، لأنها كانت خفيفة الجسم، فلم يشعروا بغيابها. عادت عائشة بعد أن وجدت العقد، فلم تجد أحدًا، فجلست تلف نفسها بعباءتها، وغلبها النوم. مرّ بها صفوان بن المعطل، وكان يعرفها قبل نزول الحجاب، فقال: “إنا لله وإنا إليه راجعون، زوجة رسول الله؟”، ثم أناخ راحلته، فركبت، وسار بها دون أن يكلمها، حتى وصل بها إلى الجيش.

إقرأ أيضا:ملخص عن قصص الأنبياء

بدأ المنافقون يتناولون الأمر، ونشروا الإشاعة، فحزن النبي صلى الله عليه وسلم، وتأخر الوحي، ومرضت عائشة، وطلبت أن تمكث عند أمها. خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، وخطب الناس مستنكرًا ما قيل، ثم زار عائشة وقال لها: “يا عائشة، فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنتِ بريئة فسيبرئك الله، وإن كنتِ ألممتِ بشيء فاستغفري الله وتوبي إليه” [صحيح البخاري] فقالت عائشة: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ (يوسف: 18)

ثم نزل الوحي ببراءتها في سورة النور، فقال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾ ﴿سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ﴾ (النور: 11–20)

📌 نقاط مهمة

  • حادثة الإفك كانت ابتلاءً شديدًا لبيت النبوة، لكنها انتهت ببراءة سماوية.
  • السيدة عائشة رضي الله عنها واجهت المحنة بصبر وثقة بالله.
  • صفوان بن المعطل لم يتكلم معها بكلمة واحدة، وكان موقفه نزيهًا.
  • النبي صلى الله عليه وسلم تعامل مع الأمر بحكمة، وخطب الناس ليوقف الشائعة.
  • الآيات التي نزلت في سورة النور تبرئ عائشة وتعلم المسلمين أدب الكلام والظن.

📚 معلومات إضافية

الجانب التفاصيل
اسم الغزوة غزوة بني المصطلق
الصحابي الذي رافقها صفوان بن المعطل السلمي
مكان نزول الآيات المدينة المنورة
عدد الآيات التي نزلت من الآية 11 إلى الآية 20 من سورة النور
أبرز من تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي بن سلول (رأس المنافقين)

🏁 الخاتمة

حادثة الإفك تظل درسًا خالدًا في الصبر، والعدل، وأدب التعامل مع الشائعات. وقد خلد الله براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في كتابه الكريم، لتكون آيةً تتلى، وعبرةً للأمة، وتأكيدًا على مكانتها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وفي دين الإسلام.

إقرأ أيضا:قصة سيدنا لوط
السابق
قصص سيدنا سليمان
التالي
ما هي قصة ذي القرنين