جزيرة سردينيا الإيطالية

جزيرة سردينيا، ثاني أكبر جزيرة في البحر المتوسط بمساحة 24,100 كم²، تضم 8 مقاطعات وتُعرف بطبيعتها المعتدلة وسكانها الأطول عمرًا في أوروبا، وتاريخها يشمل 4 غزوات إسلامية دون فتحها، مما يجعلها من أبرز الجزر الإيطالية ذات الحكم الذاتي.

الموقع الجغرافي والإداري

تقع جزيرة سردينيا غرب شبه الجزيرة الإيطالية، وتُعد من أكبر جزر البحر الأبيض المتوسط بعد جزيرة صقلية. تحدها من الشمال جزيرة كورسيكا الفرنسية، ومن الجنوب جزيرة صقلية وتونس، ومن الغرب جزر البليار الإسبانية. تتمتع سردينيا بـ حكم إقليمي ذاتي، وتُعرف باسم Sardegna بالإيطالية، ويُعتقد أن اسمها مشتق من الإله الأسطوري ساردوس باتر.

السكان وأسلوب الحياة

يبلغ عدد سكان سردينيا حوالي 1.6 مليون نسمة، ويتميزون بـ أطول متوسط عمر في أوروبا، وهو ما جذب اهتمام الباحثين في مجالات الصحة والتغذية. يرتبط هذا العمر الطويل بـ نمط الحياة النشط، والنظام الغذائي المتوسطي الغني بالخضروات، وزيت الزيتون، والأسماك، إضافة إلى الروابط الاجتماعية القوية.

التقسيم الإداري والمقاطعات

تتكون سردينيا من ثماني مقاطعات رئيسية:

• كالياري
• ساساري
• أوريستانو
• أولبيا تيمبيو
• كاربونيا-إغليسياس
• ميديو كامبيدانو
• أولياسترا
• نوورو

وتُعد مدينة كالياري العاصمة الإدارية للجزيرة، وتضم العديد من المعالم التاريخية والمراكز الثقافية.

المناخ: تأثير رياح ميسترال

تتمتع سردينيا بمناخ متوسطي معتدل على مدار العام، ويتأثر بـ رياح ميسترال الباردة والجافة القادمة من الشمال الغربي. تتراوح درجات الحرارة بين 6 درجات مئوية شتاءً و21 درجة صيفًا، مع بعض المنخفضات الجوية الاستثنائية التي تؤثر على الجزيرة في فترات محدودة.

التاريخ: أربع غزوات إسلامية دون فتح

شهدت سردينيا أربع محاولات غزو إسلامية في العهدين الأموي والعباسي، حسب ما ورد عن المؤرخ ابن الأثير، دون أن تُفتح بالكامل:

1. الغزوة الأولى (92 هـ): بعد فتح الأندلس، دخل جيش موسى بن نصير الجزيرة دون مقاومة، لكن السفينة غرقت قبل العودة.
2. الغزوة الثانية (135 هـ): بقيادة عبد الرحمن بن حبيب الفهري، انتهت بمصالحة أهل الجزيرة على الجزية.
3. الغزوة الثالثة (323 هـ): أرسل المنصور بن قائم العلوي أسطولًا من المهدية، ودمرت الجزيرة بالكامل.
4. الغزوة الرابعة (406 هـ): دخلها المجاهد العامري من دانية، لكن البيزنطيين استعادوها بعد معركة عنيفة.

سردينيا: جزيرة التاريخ والطبيعة

تُعد سردينيا من الجزر التي تجمع بين الطبيعة الساحرة والتاريخ العريق، وتوفر تجربة ثقافية وسياحية فريدة. من شواطئها الذهبية إلى جبالها الداخلية، ومن آثارها الرومانية إلى أساطيرها المحلية، تقدم سردينيا مزيجًا غنيًا من الجمال والمعرفة.