📜 قصة قوم ثمود وسيدنا صالح عليه السلام: الناقة والمعجزة والعاقبة
جدول المحتويات
من أعظم نعم الله على عباده أن أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين، ليقيم عليهم الحجة، ويهديهم إلى طريق الحق. ومن بين هذه الأمم، قوم ثمود الذين بعث الله إليهم نبيه صالح عليه السلام، فدعوه إلى معجزة، ثم كذبوه، فاستحقوا عذابًا شديدًا بالصّيحة، جعلهم عبرة لمن يعتبر.
🧭 نبذة بسيطة
قوم ثمود هم من العرب البائدة، سكنوا منطقة الحجر شمال الحجاز، وكانوا أصحاب قوة وبأس، نحتوا بيوتهم في الصخور، وعبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم صالحًا عليه السلام من بينهم، فدعاهم إلى عبادة الله، وأيّده بمعجزة الناقة، لكنهم كذبوه وقتلوها، فحلّ بهم عذاب الله.
📖 القصة كاملة كما وردت
قوم ثمود هم أصحاب الحجر الذين ذكرهم الله في كتابه، وقد كانوا من الأقوام الطاغية الذين جاءوا بعد قوم عاد، وكانوا يعيشون في منطقة بالحجاز تُعرف بالحجر، ونحتوا بيوتهم في الصخور، كما قال تعالى: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾ (الفجر: 9)
أرسل الله إليهم صالحًا عليه السلام، وهو من قومهم، فدعاهم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام، لكنهم كذبوه، وطلبوا منه معجزة تثبت نبوته، وهي أن يخرج لهم ناقة من الصخر. فاستجاب الله دعاءه، فانشق الجبل، وخرجت ناقة ضخمة، تعادل عشرة نوق، لا تؤذي أحدًا، وتشرب الماء يومًا كاملاً، وتدر حليبًا يكفي القوم جميعًا.
إقرأ أيضا:ما هي قصة ذي القرنينقال تعالى: ﴿هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (الشعراء: 155–156)
لكنهم استكبروا، وقرروا قتل الناقة، بحجة أنها تحرمهم شرب الماء يومًا كاملاً، فحذرهم صالح عليه السلام، لكنهم عقروا الناقة، فجاءهم وعد الله بالعذاب.
أمهلهم الله ثلاثة أيام، وفي اليوم الأول اصفرت وجوههم، وفي الثاني احمرت، وفي الثالث اسودت، فأنذرهم صالح بأن العذاب قريب، لكنهم لم يتوبوا. فأرسل الله جبريل عليه السلام، فصاح صيحة قطعت قلوبهم، فماتوا في بيوتهم جاثمين، كما قال تعالى: ﴿فَعَقَرُوا النَّاقَةَ فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ﴾ (الشعراء: 157–158)
📌 فوائد وعبر
- المعجزات لا تنفع من أعرض عن الحق بقلب متكبر.
- التكبر والتجبر من أعظم أسباب الهلاك، كما كان حال ثمود.
- الله يُمهل ولا يُهمل، وقد أعطاهم فرصة ثلاثة أيام قبل العذاب.
- الصيحة كانت عذابًا يناسب جرمهم، فجاءت من السماء، واهتزت الأرض من تحتهم.
- النجاة تكون بالإيمان، كما نجا صالح عليه السلام ومن آمن معه.
- الجزاء من جنس العمل، فمن قتل الناقة التي خرجت من الصخر، هلك بصيحة خرجت من السماء.
📚 معلومات إضافية
الجانب | التفاصيل |
---|---|
اسم القوم | ثمود |
النبي المرسل إليهم | صالح عليه السلام |
مكان سكنهم | منطقة الحجر شمال الجزيرة العربية |
المعجزة | ناقة عشراء خرجت من صخرة |
نوع العذاب | صيحة من السماء وزلزلة من الأرض |
مدة الإنذار | ثلاثة أيام |
النجاة | للمؤمنين فقط |
أبرز السور التي وردت فيها القصة | هود، الأعراف، الشعراء، الحجر، فصلت، القمر، الفجر |
🏁 الخاتمة
قصة قوم ثمود وسيدنا صالح عليه السلام تظل درسًا خالدًا في عاقبة الاستكبار، ورفض دعوة الحق، والاغترار بالقوة والنعمة. لقد جعلهم الله عبرةً لمن بعدهم، وخلّد ذكرهم في كتابه الكريم، ليكونوا مثالًا لكل من يظن أن القوة تحميه من الحق. نسأل الله أن يرزقنا التواضع، وشكر النعمة، والثبات على الإيمان، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
إقرأ أيضا:البقيع