📖 ساندي وبائع الورد – قصة عن النعم الخفية
جدول المحتويات
الفصل الأول: زهرة على شاطئ الحزن
كانت ساندي فتاةً فاتنة الجمال، بعينين سوداويّتين كليلٍ هادئ، وبشرة صافية كصفاء السماء بعد المطر. لكن جمالها لم يكن كافيًا ليمنحها حياةً مريحة، فقد كانت فقيرة، تعيش في كوخ صغير، وتعمل في بيع الزهور على شاطئ البحر.
كل صباح، كانت تذهب إلى المدينة، تحمل سلةً من الورود التي لا تملكها، بل تستعيرها من رجلٍ قاسٍ لا يكفّ عن إهانتها. وبينما تبيع الزهور للعشّاق، كانت تنظر إليهم بحسرة، تتأمل وجوههم المليئة بالحب، وترى فيهم ما تفتقده: المال، الحب، الأمان.
وفي كل مساء، كانت تجلس على الشاطئ، تراقب النجوم، وتبكي بحرقة، تتمنى أن تملك ما يملكه الآخرون، وتهمس في قلبها: “يا رب، لماذا أنا؟”
الفصل الثاني: لقاء غير متوقّع
في إحدى الليالي، وبينما كانت ساندي تبكي كعادتها، جلس بجانبها رجلٌ كبير في السن، له وجهٌ هادئ وصوتٌ دافئ. قال لها: “يا ابنتي، أراك كل ليلة هنا، تبكين بصمت. ما الذي يحزنك؟”
قصّت عليه حكايتها، فابتسم الرجل، فسألته بدهشة: “لماذا تبتسم؟”
قال لها: “يا ابنتي، الإنسان التعيس هو من ينظر إلى ما عند غيره، وينسى ما أنعم الله عليه. أما أنت، فلك نعمة لا تُشترى: راحة البال.”
إقرأ أيضا:تلخيص قصة اجنحة العواطفثم بدأ يسرد قصته: “أنا رجلٌ غني، لو صببت مالي في البحر لامتلأ، لكنني لا أنام، ولا أهنأ بطعام، ولا أجد لذة في شيء. أما أنت، فلك قلبٌ هادئ، وصحة، ورضا، وهذا ما لا يُشترى.”
الفصل الثالث: النور في القلب
رحل الرجل، وبقيت ساندي تفكّر في كلامه. نظرت إلى البحر، ثم إلى السماء، وقالت: “الحمد لله على الصحة، الحمد لله على راحة البال، الحمد لله على نعمة البصر، على نعمة الحياة.”
ومنذ تلك الليلة، تغيّرت نظرتها للعالم. أصبحت ترى في بيع الزهور رسالة حب، وفي كل وردة تبيعها، تزرع أملاً. لم تعد تبكي، بل تبتسم، وتقول: “شكراً يا الله على نعمك التي لا تُعد ولا تُحصى.”
إقرأ أيضا:قصة لقمان الحكيم✨ خاتمة رمزية
قصة ساندي تُعلّمنا أن النعم ليست دائمًا في المال أو الجاه، بل في القلب الذي يعرف كيف يشكر، وفي العين التي ترى الجمال في البساطة. فكل إنسان يحمل كنزًا، لكن عليه أن يفتش عنه في داخله، لا في أيدي الآخرين.