🐘 الفيل الذي أراد أن يكون كل شيء
✨ المقدمة
في قلب الغابة، حيث تتراقص الطيور في السماء وتعدو الحيوانات برشاقة، كان هناك فيل ضخم يسير وحيدًا، يحمل في قلبه أمنية مستحيلة: أن يصبح مثلهم. لكن هل يمكن أن يكون المرء سعيدًا وهو يتمنى أن يكون غير نفسه؟ هذه القصة ليست فقط عن فيل، بل عن كل من ظن أن قيمته في أن يكون مثل الآخرين، ونسي أن جماله الحقيقي يكمن في طبيعته التي خُلق عليها. دعونا نرافق هذا الفيل في رحلته العجيبة، من التحول إلى ظبي، ثم نمر، ثم أسد، حتى يعود إلى نفسه، ويكتشف أن السعادة لا تُشترى بالسحر، بل تُولد من القبول والرضا.
📖 القصة
كان الفيل الضخم يسير في الغابة بخطوات متثاقلة، ينظر بحزن إلى الطيور وهي تحلق، وإلى الحيوانات الرشيقة وهي تلهو وتعدو. شعر بالضيق لأنه لا يستطيع الطيران أو الجري مثلهم. فكر في حيلة للطيران، فصنع أجنحة من الريش وربطها بأقدامه، وقفز من فوق شجرة عالية، لكنه سقط أرضًا وتحطمت الأغصان، وضحكت منه الحيوانات. جاءته البومة الساحرة، وعرضت عليه مساعدتها مقابل الطعام. فطلب أن يتحول إلى ظبي، فضربته بعصاها وتحول إلى ظبي رشيق، ففرح وغنى، لكنه سرعان ما واجه نمرًا جائعًا. هرب إلى البومة وطلب أن يتحول إلى نمر، ففعلت، وفرح بقوته، لكنه أصبح مطمعًا للصيادين الذين أرادوا جلده. هرب مجددًا إلى البومة وطلب أن يصبح أسدًا، ملك الغابة. فصار أسدًا، لكنه واجه أسدًا آخر هدده بالقتل. هرب مرة أخرى، لكنه وقع في شبكة الصيادين الذين أرادوا وضعه في قفص. صاح: “أنا فيل!” لكنهم لم يصدقوه. جاء فأر صغير وقرض الشبكة فهرب، وذهب إلى البومة الساحرة وقال لها: “أريد أن أعود إلى طبيعتي، إلى الفيل الذي كنت عليه.” فأعادته البومة إلى صورته الأصلية، ففرح وغنى: أنا فيل، أنا حقًا جميل طبيعتي الجميلة، هي لي كل شيء لو تخليت عنها، لن أصبح أي شيء
إقرأ أيضا:قصة سندريلا كاملة🌟 الخاتمة
في النهاية، أدرك الفيل أن السعادة لا تكمن في أن نكون مثل الآخرين، بل في أن نحب أنفسنا كما نحن. فكل مخلوق له جماله، وله دوره، وله قيمته. وهكذا، عاد الفيل إلى الغابة، لا ليطير، ولا ليعدو، بل ليعيش كما هو، سعيدًا، فخورًا، وممتنًا.
