قصص عالمية

الروسي ذو اللحية الطويلة

🧔‍♂️الرجل الروسي ذو اللحية الطويلة: حين تصبح الشعرة فاصلة بين الحلم والخلود

✨ المقدمة

في بيت عتيق تحيطه لوحات مقلدة وأثاث يئن من الذكريات، يعيش دوبلن، الرجل الروسي العجوز، أسيرًا للزمن ولحيته التي تجاوزت حدود المعقول. قصة غريبة، ساخرة، ومليئة بالرموز، تبدأ من لحظة قرار حاسم، وتنتهي عند باب الحقيقة، حيث يتداخل الحلم بالواقع، وتصبح اللحية أكثر من مجرد شعر، بل هوية، ومأساة، وربما مجد.

📖 القصة

دوبلن، في عقده السادس، يعيش وحيدًا في بيت كبير مليء بالذكريات، والسجاد العجمي، واللوحات المقلدة التي وُضعت رأسًا على عقب. لحيته الرمادية، التي بلغت ثلاثة أمتار، باتت عبئًا يوميًا، تربطه أثناء النوم، وتعيقه أثناء الاستحمام، وتخفي ابتسامته النادرة. في صباحٍ غريب، قرر حلقها. أمسك مقصًا صدئًا، ووقف أمام المرآة، مستعدًا لقصها، حتى قاطعته طرقات الباب.

ثلاثة رجال أنيقون من جريدة الحدث الروسية، جاءوا ليصوّروه، ويعلنوا دخوله موسوعة غينيس كصاحب أطول لحية في القرن التاسع عشر. تبدلت ملامحه، من الغضب إلى الفخر، واصطحبهم إلى الداخل، حيث انبهروا بالبيت، وسخروا من فوضى غير موجودة، ومن لوحات مقلوبة.

صعد دوبلن للطابق العلوي، شاكراً توقيتهم الذي أنقذ لحيته من المقص، وبدأ يستعد للتصوير. جلس على كرسي يكرهه، يذكره بأبيه، بينما المصور يجهز كاميرته ذات الفلاش المخيف، الذي يظنه دوبلن بوابة الأرواح الشريرة. حاول التماسك، تظاهر بالثقة، لكن في لحظة إطلاق الفلاش… استيقظ من نومه مذعورًا، يلهث، يصرخ، يطرد الأرواح، ويجد لحيته ملتفة حول عنقه كأفعى.

إقرأ أيضا:أطول ليلة في باريس قصة رومانسية

ثم طرق الباب مجددًا. هذه المرة، لم يكن حلمًا. كان الصحفيون حقًا ينتظرونه. نهض، لبس نعليه، وركض نحو الباب، يفتح بابتسامة، مستعدًا للتصوير، وللخلود في صفحات التاريخ… بل في صفحات الحكاية.

إقرأ أيضا:مصاص الدماء حقيقة أم خيال

🌟 الخاتمة

ليست اللحية مجرد شعر، بل ذاكرة، عبء، ومجد. ودوبلن، العجوز الروسي، لم يكن يبحث عن الشهرة، بل عن لحظة صدق مع نفسه، بين المرآة والمقص، بين الحلم والواقع. وفي النهاية، لم يكن التصوير هو الحدث، بل القرار الذي لم يُتخذ، واللحظة التي أنقذته من نفسه.

السابق
قصة غرق سفينة التايتنك الحقيقية
التالي
من هي بوكاهانتس