💍 التاجر الأمين والخاتم المفقود
📖 القصة
كان هناك تاجر كبير في المدينة، اشتهر بين الناس بـأمانته وخلقه ودينه، حتى صار الناس يودعون عنده أماناتهم مطمئنين. وكان من عادته أن يترك كل صاحب أمانة يضعها بنفسه في مكانٍ يعرفه، ثم يعود متى شاء ليستردها.
في أحد الأيام، جاءه رجلٌ يحمل خاتمًا من ذهب، وطلب أن يتركه أمانة. فقال له التاجر:
“ضعه بنفسك في هذه الخزانة.” ففعل الرجل، وأغلقها، ثم انصرف.
مرت ستة أشهر، وعاد الرجل يطلب أمانته. فتح الخزانة فلم يجد الخاتم. فصاح غاضبًا:
“أمانتي ليست موجودة!” فقال التاجر الأمين: “وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد. أمهلني حتى غروب شمس الغد.”
حزن التاجر حزنًا شديدًا، وسأل زوجته وأولاده، لكن لا أحد يعلم شيئًا. وفي الليل، قام لصلاة القيام، ورفع يديه إلى السماء يشكو إلى الله، ثم خرج لصلاة الفجر.
وفي الضحى، جاءه صياد يحمل سمكة كبيرة، فاشتراها التاجر وذهب بها إلى بيته. وبينما كانت زوجته تنظف السمكة، وجدت خاتمًا ذهبيًا داخلها! فذهبت إلى زوجها وقالت:
“أنت تضع الخاتم في بطن السمكة ثم تشكو إلينا فقدانه؟!”
إقرأ أيضا:قصة لعقة من العسلفقال التاجر مبتسمًا:
“أنا لا أفعل ذلك، ولكنها إرادة الله، يفعل ما يشاء.”
جاء الرجل في المساء، فأعطاه التاجر الخاتم، وقال له:
“هل هذا هو خاتمك؟” فقال الرجل: “نعم، هذه علامته.”
كان بجوارهم تاجر يهودي يراقب الموقف بدهشة، ثم قال:
“انتظرا! أنا من سرق الخاتم، وألقيته في عرض البحر، في أعمق مكان فيه. فكيف عاد إليكما؟”
فقال التاجر الأمين:
“إن الله أرسله إليّ في قلب سمكة، اشتريتها من صياد. ومن سترة الله فلا يكشف ستره مخلوق، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا.”
فما كان من اليهودي إلا أن نطق بالشهادتين، معلنًا إسلامه، وقد اهتز قلبه من صدق الرجل وإيمانه.
✨ العبرة من الحكاية
- الأمانة لا تضيع عند الله، وإن ضاعت عند البشر.
- من يتق الله يجعل له مخرجًا، ولو من قلب سمكة في عرض البحر.
- الصدق يهدي القلوب، وقد يكون سببًا في هداية الآخرين.
- ستر الله أعظم من كشف الناس، ومن حفظ الأمانة حفظه الله.