قصص عربية

اعتراف رية وسكينة بالجريمة

🩸 اعترافات ريا وسكينة: حين نطقت الجدران بالدم

في قلب الإسكندرية، وخلف جدران متواضعة، كانت تُنسج خيوط واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ مصر. ريا وسكينة، شقيقتان من عامة الناس، تحوّلتا إلى رمزين للرعب، بعد سلسلة من جرائم قتل النساء. لكن ما كشف الحقيقة لم يكن التحقيقات وحدها، بل اعترافات متقطعة، متناقضة، ومليئة بالخوف والدهاء.

📖 القصة :

بدأت خيوط القضية تتضح حين اعترفت ريا للشرطة بأنها لم تكن تقتل النساء بنفسها، بل كانت تترك غرفتها لرجلين: أحمد الجدر وعرابي حسان، اللذين كانا يستدرجان النساء إلى الغرفة، ويقتلانهن أثناء غيابها. قالت إنها تعرف عرابي منذ ثلاث سنوات، وهو من عرّفها على أحمد.

التحريات التي قادها الصول محمد الشحات كشفت أن ريا كانت تستأجر غرفة ثانية في شارع سيدي إسكندر، مما دفع الشرطة إلى إخلاء المكان وتفتيشه. هناك، عُثر على صندرة خشبية مشابهة لتلك التي كانت في غرفة ريا، وتحت البلاط بدأت الجثث بالظهور.

تم تشميع المنزل، وبدأت الشرطة بجمع الأدلة من بيوت المتهمين. الملازم أحمد عبد الله عثر على مصوغات وصور وكمبيالة بمئة وعشرين جنيهًا في بيت عرابي، بالإضافة إلى أوراق وأحراز أخرى في بيت أحمد الجدر.

لكن أقوى الأدلة كانت جلباب نبويه، الذي وُجد في بيت سكينة. رغم اعترافها بأنه يعود لنبوية، حاولت التملص بالقول إن النساء في الحي يتبادلن الجلاليب، وأنه كان تبادلًا بريئًا.

إقرأ أيضا:جابر عثرات الكرام

سكينة كانت بارعة في المراوغة، بينما ريا اختارت الاعتراف المبكر، مدعية أنها امرأة ساذجة، وأنها لم تحضر سوى عملية قتل واحدة. أما ابنتها بديعة، فقد كشفت أساليب استدراج النساء، ووصفت كيف كان الرجال يذبحونهن ويدفنونهن، لكنها حاولت تخفيف دور أمها، محملة خالتها سكينة المسؤولية الأكبر.

في النهاية، اعترفت سكينة أيضًا، وأقرت بقتل 17 سيدة وفتاة، لكنها أكدت أن ريا هي من ورطتها منذ البداية، مقابل ثلاثة جنيهات، ثم أصبحت تتلقى نصيبها من كل جريمة، دون أن تملك الاعتراض خوفًا من عبد العال ورجاله.

🕵️ التحليل الدرامي:

  • ريا: شخصية مترددة، حاولت التملص بادعاء السذاجة، لكنها كانت تعرف أكثر مما تقول.
  • سكينة: أكثر دهاءً، حاولت التلاعب بالأدلة، لكنها انهارت تحت ضغط التحقيق.
  • بديعة: الشاهد الصغير الذي قلب الموازين، بين البراءة والتمرد.
  • الرجال: أدوات الجريمة، لكنهم لم يكونوا وحدهم المسؤولين، فالجريمة كانت شبكة معقدة من الطمع والخوف.

🪙 النهاية والعبرة:

قضية ريا وسكينة ليست مجرد جريمة قتل، بل مرآة تعكس كيف يمكن للظروف الاجتماعية، والفقر، والخوف، أن تصنع وحوشًا من بشرٍ عاديين. العبرة: أن الجريمة لا تولد فجأة، بل تُنسج بخيوط من الطمع، والسكوت، والتواطؤ، وأن العدالة قد تتأخر، لكنها لا تغيب.

إقرأ أيضا:قصة الثور الذكي
السابق
قصة وقصيدة
التالي
محاكمة رية وسكينة