قصص دينية

إعراض قوم عاد

🏷️ إعراض قوم عاد – حين كذّبوا نبيهم واستكبروا عن الحق

في زمنٍ طغى فيه الجبروت، واغترّ الناس بقوتهم، أرسل الله نبيه هود عليه السلام إلى قوم عاد، يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام. لكنهم أعرضوا، واستكبروا، واتهموه بالسفاهة، فكان ردّه عليهم حاسمًا، وبيّنًا، ومليئًا بالحكمة، كما ورد في سورة هود.

📖 دعوة هود إلى قومه

بدأ هود دعوته بالتوحيد، فقال لقومه: ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ﴾ (هود: 50) ثم بيّن لهم أنه لا يطلب منهم أجرًا، وأن دعوته خالصة لله، فقال: ﴿يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ (هود: 51) ورغّبهم في الاستغفار والتوبة، ووعدهم بالخير والبركة، فقال: ﴿يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ﴾ (هود: 52)

❌ ردّ قوم عاد على نبيهم

لكن قوم عاد قابلوا دعوة هود بالاستهزاء والاتهام، فقالوا له: ﴿يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ﴾ (هود: 53) واتهموه بأن آلهتهم أصابته بسوء، فقالوا: ﴿إِن نَّقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ﴾ (هود: 54)

إقرأ أيضا:الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

فردّ عليهم هود بكل ثقة وإيمان: ﴿إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ﴾ (هود: 54) ثم تحدّاهم قائلاً: ﴿فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ﴾ (هود: 55) وهذا يدل على قوة يقينه، وثباته على الحق، وعدم خوفه من بطشهم.

📌 العبر والدروس

  • الأنبياء لا يطلبون أجرًا، بل يدعون لله وحده
  • الاستغفار والتوبة طريق للبركة وزيادة القوة
  • من أعرض عن الحق، اتهم أهله بالسفاهة والجنون
  • الثبات على التوحيد هو طريق النجاة، ولو كثر المستهزئون
  • الله يُمهل ولا يُهمل، ومن كذّب الرسل، فمصيره الهلاك

🔚 الخاتمة

إعراض قوم عاد عن دعوة هود عليه السلام كان بداية لسقوطهم، رغم ما أوتوا من قوة وبأس. لقد كذبوا نبيهم، واتهموه، واستكبروا، فكان مصيرهم الريح العقيم التي أهلكتهم. وهكذا يُثبت القرآن أن من أعرض عن الحق، فمصيره الخسران، وأن دعوة الأنبياء لا تُطفأ، ولو كذبها قومها.

إقرأ أيضا:قصة معاذ بن جبل
السابق
قصة طلحة بن عبيدالله
التالي
قصة أم حبيبة