👞 حذاء الطنبوري… لعنة الرقع التي لا تُفارق
📖 القصة الكاملة
في بغداد، حيث تختلط الطرائف بالحكمة، عاش تاجرٌ غني يُدعى أبو القاسم الطنبوري، اشتهر ببخله الشديد رغم وفرة ماله. كان يملك حذاءً عتيقًا، رقّعه مرارًا حتى صار أشبه بلوحةٍ من الجلد والقماش، يضرب به المثل في الثقل والبشاعة.
قرر الطنبوري أن يتخلّص من الحذاء، فرماه في القمامة. لكن أحد المارة، ظنّه عبثًا من الأطفال، فأعاده إليه عبر نافذته، فكسر قارورة عطرٍ ثمينة. غضب الطنبوري، ورماه في النهر، فاستخرجه صياد وأعاده إليه. وضعه على سطح بيته ليجف، فظنّت قطة أنه قطعة لحم، حملته، فقفزت به فوق الأسطح، وسقط الحذاء على امرأة حامل، فأجهضت، واشتكى زوجها للقاضي، الذي عاقب الطنبوري وأعاد له الحذاء.
رماه في مجرى الصرف الصحي، فانسدّ، وفاضت المياه، وأزعجت الناس. اكتشف العمال أن السبب هو الحذاء، فحُبس الطنبوري وجُلد، ثم أُعيد إليه الحذاء.
حاول دفنه في الليل، فظن الجيران أنه يسرق، فاشتُكي عليه وسُجن. تركه في حمام عام، فصادف وجود الأمير، وسُرق حذاؤه، فاتهموا الطنبوري لأنه صاحب آخر حذاء متبقٍّ. أراد دفنه في الصحراء، فاتهموه بالقتل، وسُجن مجددًا.
بعد سلسلة من المصائب، طلب الطنبوري من القاضي أن يكتب له صكًّا رسميًا يبرّئه من الحذاء، الذي صار يُضرب به المثل في النحس والمشقة، فقيل:
إقرأ أيضا:قصة لعله خير“مثل حذاء الطنبوري… لا يُفارقك ولا يُنسى!”
إقرأ أيضا:قصة ليلى وقيس✨ العبرة من الحكاية
قصة الطنبوري ليست مجرد نكتة، بل هي:
- نقدٌ ساخرٌ للبخل الذي يُورث المتاعب.
- تصويرٌ رمزيٌ للأشياء التي نُصرّ على الاحتفاظ بها رغم ضررها.
- دعوة للتخلّص من ما يُرهقنا، قبل أن يتحوّل إلى لعنة.