أنف و أذن و حنجرة

مرض مينيير

مرض مينيير

يُعتبر مرض مينيير (بالإنجليزية: Ménière’s disease) أحد الاضطرابات التي تُصيب الأذن الداخلية، وغالباً ما تكون أذن واحدة متأثرة بهذا الداء فقط، ويتمثل بمعاناة المصاب من نوبات من الدوخة التي تحدث فجأة أو تكون مسبوقة بأعراض الطنين أو اضطرابات سمعية أخرى، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه النوبات قد تكون نادرة الحدوث، إذ تفصل بين كل نوبة والأخرى فترة طويلة من الزمن، وفي المقابل قد تكون عند البعض الآخر أكثر تكراراً، فلا يفصل بين النوبة والأخرى إلا فترة قصيرة من الزمن قد لا تتجاوز بضعة أيام. وفي الحقيقة يُقدر عدد المصابين به في الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحاليّ بما يُقارب 615.000 شخص، ويُشخّص فيها ما يُقارب 45.000 حالة جديدة سنوياً، ومن الجدير بالذكر أنّ مرض مينيير قد يُصيب الأشخاص في أيّ عمر، ولكن يُعدّ البالغون الذين تتراوح أعمارهم ما بين الأربعين والستين هم الأكثر عُرضةً للإصابة به.

 

أسباب الإصابة بمرض مينيير

بالنظر إلى الأسباب المؤدية إلى المعاناة من مرض مينيير، لم يتوصل العلماء حتى الآن إلى المُسبّب الفعليّ، ولكن يعتقد بعضهم أنّ للجينات دور مهم في ظهوره، وذلك لأنّه قد سجّل حالات من انتقال المرض من الآباء إلى أبنائهم، ومن جهة أخرى يعتقد بعض الباحثين أنّ مرض مينيير يظهر نتيجة تضيق الأوعية الدموية بشكلٍ يماثل ما يحدث في حالات الإصابة بصداع الشقيقة، وأخيراً يعتقد البعض أنّ هناك بعض المشاكل الصحية التي تترتب عليها معاناة الشخص من هذا الداء، ومنها العدوى الفيروسية (بالإنجليزية: Viral Infection)، وأمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune Diseases)، وتفاعلات الحساسية (بالإنجليزية: Allergies).

إقرأ أيضا:علاج فطريات الحلق

 

أعراض الإصابة بمرض مينيير

في الحقيقة لا يُعاني الأشخاص المصابين بمرض مينيير من ظهور أعراض المرض بشكلٍ دائم، وإنّما غالباً ما تظهر الأعراض على شكل نوباتٍ، وبين هذه النوبات لا تظهر أيّة أعراض عادة، ويمكن إجمال أهم الأعراض والعلامات التي تظهر خلال نوبات المرض فيما يأتي:

  • الدّوار (بالإنجليزية: Vertigo)، وقد يستمر من بضع دقائق إلى ما يُقارب 24 ساعة.
  • فقدان حاسة السمع في الأذن المتأثرة.
  • فقدان التوازن.
  • الصداع.
  • الغثيان، والتقيؤ، والتعرّق نتيجة الدوار.
  • طنين الأذن، والذي قد يتمثل بشعور المصاب برنين في الأذن المتأثرة.
  • الشعور بامتلاء الأذن المتأثرة.

 

علاج مرض مينيير

في الحقيقة لا يوجد حتى الآن علاج شافٍ من مرض مينيير، بما في ذلك حالات فقدان السمع الناتجة عن الإصابة به، ولكن هناك بعض الخيارات العلاجية التي يمكن اعتمادها للسيطرة على نوبات الدوار التي ترافق مرض مينيير، وذلك لتخفيف شدتها وتقليل عدد مرات حدوثها، ويمكن تقسيم هذه الخيارات العلاجية الممكنة كما يأتي:

  • الخيارات الدوائية: ويمكن تقسيم هذه الخيارات كما يأتي:
    • أدوية لتخفيف دوار الحركة (بالإنجليزية: Motion sickness)، ومن الأمثلة عليها ميكليزين (بالإنجليزية: Meclizine) وديازيبام (بالإنجليزية: Diazepam)، لما لها من دور في تخفيف الشعور بالدوار، وكذلك الغثيان والتقيؤ.
    • أدوية لتخفيف الغثيان: ومنها دواء بروميثازين (بالإنجليزية: Promethazine) المُستخدم في السيطرة على أعراض الغثيان والتقيؤ خلال نوبة الدوار.
    • مُدرّات البول (بالإنجليزية: Diuretics)، ويهدف استخدامها إلى السيطرة على تجمع السوائل، وغالباً ما يُنصح المصاب بالحدّ من تناول الأملاح إلى جانب تناول هذه الأدوية، وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول مُدرّات البول قد يساعد بشكل ملحوظ على السيطرة على شدة المرض وعدد مرات حدوث نوباته.
    • دواء جنتاميسين (بالإنجليزية: Gentamicin)، وهو أحد أنواع المضادات الحيوية، ويُعطى عن طريق حقنه في الأذن الوسطى، ليتمّ امتصاصه إلى الأذن الدخلية، ويتمّ حقن هذا الدواء في عيادة الطبيب المختص بعد إعطاء المصاب مخدّرٍ موضعيّ، وفي الحقيقة يُعدّ هذا النوع من المضادات ساماً للأذن الداخلية، ولكن لعلّ هذا ما يفسر استخدامه في مثل هذه الحالات، فهو يُعطى ليُقلّل وظيفة الأذن في المحافظة على توازن الإنسان، وبهذا تكون الأذن الثانية هي المسؤولة عن التوازن بعد هذا الإجراء، ومن الجدير بالذكر أنّه وبالرغم من قدرة هذا الدواء على السيطرة على أعراض الدوار وتقليل شدة وعدد مرات حدوثه، إلا أنّه قد يتسبب بفقدان السمع في الأذن المعالَجة.
    • الستيرويدات (بالإنجليزية: Steroids)، وتُعطى أيضاً عن طريق الحقن في الأذن الوسطى، ومن الأمثلة عليها دواء ديكساميثازون (بالإنجليزية: Dexamethasone)، وعلى الرغم من أنّه أقل فعالية في السيطرة على الدوار مقارنة بجنتاميسين، إلا أنّ احتمالية تسبّبه بفقدان السمع أقل.
  • الخيارات الجراحية: يُلجأ للخيارات الجراحية في الحالات التي تكون فيها الأعراض شديدة للغاية، ولم تُجدِ العلاجات الأخرى نفعاً، ومن هذه الخيارات ما يُعرف بقطع التِيه (بالإنجليزية: Labyrinthectomy)، وقطع العصب الدهليزي (بالإنجليزية: Vestibular nerve section).
  • الإجراءات الطبية غير الاجتياحية: وتُعدّ هذه الإجراءات طفيفة التوغّل، ومن الأمثلة عليها العلاج الفيزيائيّ، والسماعات، وغير ذلك.
  • تغييرات نمط الحياة: هناك بعض النصائح التي تُقدّم على مستوى إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، وهذا العلاج يقوم به الفرد من تلقاء نفسه، ومن النصائح والتغييرات المطلوبة ما يأتي:
    • الحدّ من كميات الأملاح المتناولة في الأطعمة والأشربة المختلفة، وذلك لما لها من دور في تجمع السوائل، ولذلك يُنصح بتناول ما لا يزيد عن 1500-2000 مغ من الملح يومياً، على أن تكون موزعة خلال اليوم.
    • السيطرة على التوتر والتعامل معه بإيجابية وفاعلية، وذلك لما له من دور في زيادة حدة الأعراض.
    • الجلوس أو الاستلقاء عند الشعور بالدوخة.
    • أخذ قسط من الراحة أثناء النوبة وبعد انتهائها.
    • تجنب القيادة أو استعمال الآلات الثقيلة في حال كان الشخص يُعاني من نوبات متكررة من الدوار.
    • الحذر من السقوط بسبب احتمالية فقدان التوازن.
السابق
ألم في الأذن
التالي
علاج التهاب الأذن الوسطى