قاتل ربع سكان العالم هو قابيل، أو بالأحرى سدس سكان العالم، لأنّ الأرض في ذلك الوقت كانت تتكون من ستة أفراد هم آدم وحواء وقابيل وهابيل وأختيهما، وفي روايات أخرى لم ينجب آدم سوى قابيل وهابيل ولهذا كان قتل قابيل لهابيل كأنّما قتل ربع سكان الأرض.
أنجبت السيدة حواء توأماً يتكون من قابيل وأخته، وبعدها حملت وأنجبت توأماً آخر هم قابيل وأخته، وعندما كبروا أوحى الله تعالى أن يتزوّج قابيل من توأم هابيل والعكس، لكن الأمر لم يرقَ لقابيل لأنّه أراد الاقتران بتوأمه فهو أحق بها من أخيه لأنه الأكبر، لكن آدم عليه السلام أخبره بأن الله قد أوحى له بهذا، لكن قابيل رفض هذا الأمر قائلاً :
لا ولكنك آثرته علي بهواك…
فاقترح آدم بأن يقدم كلاهما قرباناً أو صدقة إلى الله، ومن تقبل صدقته هو الأولى بها.
قام الأخوين بتقديم صدقتهما إلى الله، فقبل الله صدقة هابيل، ولم يتقبل صدقة قابيل لما يضمره في نفسه من شرور كان هو الأعلم به.
عند تقبل الله صدقة هابيل، نظر إليه أخيه قابيل والذي كان يعمل في الأرض قائلاً ( لاقتلنك ! ).
فرد عليه هابيل والذي كان يعمل في رعي الأغنام، ناصحاً :
إن الله يقبل من المتقين.
وتابع كنوع من الإرشاد لأخيه : لأن مددت إلي يدك لتقتلني لن أقوم بردك لأني أخاف عقاب رب العالمين، فلا أريد أن أكون من أهل النار التي أعدت للظالمين.
إقرأ أيضا:مائدة عيسى السماويةلكن قابيل لم يعبأ بكلام أخيه، وقام بارتكاب جريمته فأرداه قتيلاً، وترك جثته في العراء، وكانت أول جريمة ترتكب على وجه الأرض.
بعث الله بغراب يعلم قابيل كيف يواري سوءة أخيه، عندما اقتتل الغرابان فصرع أحدهما الآخر، فقام الذي بقي على قيد الحياة بدفن الغراب الميت في التراب، وهنا شعر قابيل بالذنب، وندم أشد الندم وأخذ يردد يا ويلتي ألم أستطع أن أفعل مثل هذا الغراب فأواري جثة أخي في التراب.
أما في روايات أخرى فتقول بأن آدم رزق للمرة الأولى بفتاة فبغت تلك الفتاة وكانت أول من بغت على الأرض فبعث الله من قتلها.
وبعد تلك الفتاة رزق آدم بقابيل، ومن بعد قابيل رزق بهابيل.
وعندما كبر الولدان بعث الله بجنية تدعى ( عماله )، وصورها على شكل أنسية وخلق لها رحماً وأوحى إلى آدم بأن يزوجها لقابيل.
إقرأ أيضا:أصحاب الكساءوقام بإرسال حورية على شكل أنسيه تدعى ( تركة )، وأوحى إلى آدم بأن يزوجها لهابيل، فاعترض قابيل بأنه هو الأولى بها من أخيه لأنه ابنه الأكبر، فأخبر آدم ولده بأن هذا أمر الله ولكن قابيل لم يُعِر كلامه أي اهتمام، فلم يكن من آدم إلاّ وأن اقترح عليهما بتقديم قربان إلى الله ومن يقبل قربانه هو الأولى بها.