طنين الأذن
تُعدّ مشكلة طنين الأذن (بالإنجليزية: Tinnitus) من المشاكل الصحيّة الشائعة، حيثُ يُقدّر عدد الأشخاص الذين يعانون من طنين الأذن في الولايات المتّحدة الأمريكية بما يقارب 50 مليون شخص، وتتمثّل مشكلة طنين الأذن بسماع الشخص لصوت رنين، أو صفير، أو أصوات أخرى في الأذن، ويمكن أن تحدث هذه المشكلة بشكلٍ مؤقّت، أو دائم، وبشكلٍ متقطّعٍ أو متواصل، وفي بعض الحالات النادرة يكون صوت الطنين متزامناً مع نبضات القلب ويُدعى بالطنين النابض (بالإنجليزية: Pulsatile tinnitus)، وغالباً ما تزداد شدّة الطنين عند انخفاض أو زوال الأصوات المحيطة، ومثال ذلك عند الاستلقاء للنوم في غرفة هادئة، فترتفع حينها شدة الطنين ممّا قد يؤدي إلى الإصابة بالأرق، وحدوث بعض المضاعفات مثل فقدان القدرة على التركيز، وانخفاض الإنتاجية في العمل وفي المدرسة، والتهيّج، والشعور بالقلق والاكتئاب، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد علاج محدد لمشكلة طنين الأذن، ولكن يمكن السيطرة عليه من خلال اتّخاذ بعض الإجراءات ومعرفة المسبب الرئيسي، ويتكيّف معظم الأشخاص الذين يعانون من طنين الأذن المزمن مع هذه الحالة بمرور الوقت.
أسباب الإصابة بطنين الأذن
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بطنين الأذن، و بالرغم من ذلك لا يمكن تحديد المسبّب الرئيسيّ في أغلب الحالات، فقد يُصاب الشخص بطنين الأذن نتيجة وجود مشكلة صحيّة فيها، أو نتيجة الإصابة بأحد الأمراض المزمنة، أو التعرّض إلى إصابة أدّت إلى حدوث ضرر في الأعصاب أو مركز السمع في الدماغ، ومن الأسباب الشائعة للإصابة بمشكلة طنين الأذن حدوث تلف في الشعيرات الصغيرة للخلايا السمعية الموجودة في القوقعة (بالإنجليزية: Cochlea) في الأذن الداخليّة، حيثُ تتحرك هذه الشعيرات بسبب الضغط الناتج عن الموجات الصوتيّة، ممّا يحفّز الخلايا على إرسال نبضات كهربائيّة عبر العصب السمعيّ (بالإنجليزية: Auditory nerve) إلى مركز السمع في الدماغ، ليتمّ تفسيرها على شكل أصوات، ومع التقدّم في العُمُر، أو نتيجة التعرّض إلى أصوات شديدة وبشكلٍ مستمر، قد يحدث انحناء أو انكسار في هذه الشعيرات، ممّا يؤدي إلى إرسال موجات عشوائيّة إلى الدماغ مسبّباً مشكلة الطنين.
إقرأ أيضا:ما هي أعراض الجيوب الأنفية
الأسباب الشائعة
يوجد عدد من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى الإصابة بطنين الأذن، نذكر منها ما يأتي:
- التعرّض للأصوات العالية: تحدث الإصابة بطنين الأذن بشكلٍ مؤقت عند التعرّض للأصوات الصاخبة، مثل حضور الحفلات الموسيقيّة، ولكنّ التعرّض المستمر للأصوات الصاخبة قد يؤدي إلى إحداث أضرار دائمة في الأذن، في حين أنّ التعرّض للأصوات العالية مثل الأسلحة الناريّة، والمعدّات الثقيلة، والمشغّلات الموسيقيّة لفترات طويلة من الزمن، قد يؤدي إلى الإصابة بفقدان السمع المرتبط بالضوضاء.
- التقدّم في العمر: يُعاني العديد من الأشخاص من الإصابة بضعف السمع مع التقدّم في العمر، وفي العادة، تبدأ هذه الحالة بعد بلوغ الشخص الستين من العمر، ويُدعى هذه النوع من ضعف السمع، بضعف سمع الشيخوخة (بالإنجليزية: Presbycusis)، وقد يكون مصحوباً بالإصابة بطنين الأذن.
- تغيّرات عظم الأذن: قد يؤدي حدوث تغيّرات في شكل عظم الأذن، مثل الإصابة بتصلب الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Otosclerosis) إلى التأثير في قدرة الشخص على السمع، والإصابة بطنين الأذن، ويُعتبر من الأمراض الوراثيّة التي تحدث بسبب نمو العظم بشكلٍ غير طبيعيّ.
- شمع الأذن: تكمن وظيفة شمع الأذن في قدرته على حماية الأذن من الأوساخ والحد من نمو البكتيريا داخلها، وفي حال تراكم كميّاتٍ زائدةٍ منه في قناة السمع، فإنّ ذلك قد يؤدي إلى فقدان القدرة على السمع، أو تهيج طبلة الأذن (بالإنجليزية: Eardrum)، ممّا قد يؤدي إلى الإصابة بطنين الأذن.
إقرأ أيضا:علاج فطريات الأذن
اضطرابات الأوعية الدموية
في بعض الحالات النادرة، يحدث طنين الإذن نتيجة الإصابة ببعض أنواع الاضطرابات في الأوعية الدمويّة، مثل الإصابة بالطنين النابض، ومن هذه الأنواع ما يأتي:
- التشوّه الشريانيّ الوريديّ: (بالإنجليزية: Arteriovenous malformation) وتحدث هذه الحالة نتيجة عدم ارتباط الشرايين والأوردة بشكلٍ سليم، وفي معظم الحالات يؤدي ذلك إلى الإصابة بالطنين في أذن واحدة .
- اضطراب تدفّق الدم: قد يؤدي تضيّق أو انعقاد الأوعية الدموية الموجودة في الرقبة، مثل الشريان السباتيّ (بالإنجليزية: Carotid artery)، أو الوريد الوداجيّ (بالإنجليزية: Jugular vein)، أو الإصابة بورم في الرقبة أو الرأس، إلى حدوث اضطراب في تدفق الدم، والإصابة بطنين الأذن.
- تصلب الشرايين: حيث إنّ تراكم الدهون في الأوعية الدمويّة يؤدي إلى الإصابة بتصلّب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis)، وفي حال تصلّب الشرايين القريبة من الأذن الوسطى، أو الأذن الداخليّة، يؤدي ذلك إلى فقدان مرونتها وقدرتها على التمدّد، وبالتالي زيادة القوة اللازمة لعبور الدم القادم من القلب خلالها، فتصبح الأذن قادرةً على سماع نبض القلب بسهولة.
الأدوية
هناك عدد من الأدوية التي قد تؤدي إلى الإصابة بطنين الأذن، وغالباً ما ترتبط شدّة الطنين مع زيادة جرعة الدواء، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
- دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) عند تناوله بجرعات عالية جداً.
- بعض أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants).
- المضادات الحيويّة (بالإنجليزية: Antibiotics)، مثل دواء (بالإنجليزية: Erythromycin).
- بعض أدوية السرطان مثل دواء فينكريستين (بالإنجليزية: Vincristine).
- أدوية الكوينين (بالإنجليزية: Quinine) المستخدمة في علاج مرض الملاريا.
- الأدوية المدرّة للبول (بالإنجليزية: Diuretics)، مثل دواء الفيوروسيميد (بالإنجليزية: Furosemide).
إقرأ أيضا:الضغط في الأذنين
أسباب أخرى
هناك عدد من الأسباب الأقل شيوعاً والتي قد ينتج عنها الإصابة بطنين الأذن، ونذكر منها ما يأتي:
- إصابات الرأس والرقبة:من الممكن أن تُحدث إصابات الرأس أو الرقبة ضرراً في الأذن الداخليّة، وأعصاب السمع، والمنطقة المسؤولة عن السمع في الدماغ، ممّا قد يؤدي إلى الإصابة بالطنين في أذن واحدة فقط.
- ورم العصب السمعيّ: (بالإنجليزية: Acoustic neuroma) وهو أحد الأورام الحميدة، وينشأ في العصب القحفيّ الذي يصل الدماغ بالأذن الداخليّة، وهو المسؤول عن التحكّم بالسمع والاتزان، ويؤدي هذا السبب أيضاً إلى الإصابة بالطنين في أذن واحدة فقط.
الوقاية من الإصابة بطنين الأذن
هناك العديد من النصائح والإرشادات التي يمكن من خلالها الوقاية من الإصابة بمشكلة طنين الأذن، نذكر منها ما يأتي:
- مراقبة شدّة صوت الأجهزة الالكترونيّة، مثل التلفاز، وجهاز الراديو، ومشغلات الموسيقى، وتجنّب التعرّض للأصوات الصاخبة.
- محاولة تغطية الأذن، أو استخدام سدّادات الأذن في حال التواجد في أماكن أعمال البناء، أو الموسيقى الصاخبة.
- القيام بعمل فحص دوريّ للأذن.
- تجنّب تناول الأدوية التي قد تسبّب الإصابة بطنين الأذن.