الشاعر المخضرم
الشاعر المخضرم هو الشاعر الذي عاش في عصريّ الجاهلية والإسلام، ويعدّ عصر المخضرمين من العصور المهمّة؛ حيث شكّل صراعاً بين القيم والمبادئ التي قامت عليها الجاهليّة، وبين القيم والمبادئ الإنسانيّة التي جاء بها الإسلام، وجديرٌ بالذكر أنّ الشعر كان واحداً من الآثار التي تشكّلت بوجود هذا العصر؛ فغالباً ما يكون الشعر استجابة لرغبة الإنسان في التعبير عن ما يجول في نفسه وخاطره.
كعب بن زهير
هو كعب بن زهير بن أبي سلمى، يكنّى بأبي المضرَّب، شاعرٌ مخضرم، ولد في نجد، واشتُهر بشعره في الجاهليّة، وعندما جاء الإسلام هجا كعب الرسول صلّى الله عليه وسلم، فأهدر عليه السلام دمه، حتّى جاءه يطلب الأمان مُنشداً قصيدته الشهيرة اللامية، أو البردة، أو بانت سعاد؛ فعفا عنه الرسول، ويعدّ كعب من أفضل الناس كتابةً للشعر، وقد كان أبوه شاعراً، وكذلك أخوه بجير، وابنه عقبة، وحفيده العوّام.
حسّان بن ثابت
هو حسّان بن ثابت بن المنذر بن حَرم، يكنّى بأبي الوليد، شاعرٌ مخضرم، بدأ بقول الشعرِ في صباه، وبرع فيه حتّى صار من أوائل شعراء الخزرج، واتّصل بملوك الحيرة، والتقى كلاً من الخنساء والنابغة والأعشى في عكاظ، وقد دخل حسّان الإسلام مع قومه، وقام بالردّ على شعراء المشركين بطلبٍ من الرسول صلّى الله عليه وسلم؛ ممّا أكسبه لقب شاعر الإسلام أو شاعر الرسول.
إقرأ أيضا:تعريف الحكايةالخنساء
هي تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية، لُقّبت بالخنساء؛ بسبب قصر أنفها وارتفاع أرنبته، وهي شاعرة مخضرمة، عُرفت في الجاهلية بقوّة الشخصية؛ حيث رفضت الزواج من دريد بن الصمة من بني جشم لتتزوج من أحد أبناء قومها؛ فتزوّجت ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلميّ وأنجبت ولداً، وانفصلا خلال فترةٍ قصيرة؛ فقد كان مقامراً، ثمّ تزوّجت ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلميّ، وأنجبت منه أربعة أولاد.
دخلت الخنساء الإسلام مع قومها، وانتقلت بذلك من حال اليأس إلى حال التفاؤل، وأصبحت أكثر صبراً؛ حيث إنّها حلقت رأسها، ولطمت خدّيها عند وفاة أخويها صخر ومعاوية قبل اعتناقها للإسلام، وفي المقابل باتت صابرة تحمد الله وتشكره بأن شرّفها الله باستشهاد أبنائها الأربعة دفاعاً عن الدين والعقيدة.
إقرأ أيضا:حوار بين الليل والنهار