النسيان
يعرف النسيان بأنّه التوقف عن استرجاع بعض المعلومات من العقل بإرادة أو دون إرادة، أو غيابها عن الذاكرة وعدم حضورها المستمرّ فيها، ويعني نسيان شخص ما بشكل أكثر تحديداً أن يتوقّف الإنسان عن التفكير بهذا الشخص طوال الوقت، وأن يمحو أغلب ذكرياته من عقله وأن يتجنب استحضار هذه الذكريات والشعور بالألم عليها، وهو ما يسمح له بتجاوزه وتجاوز الألم.
كيفية نسيان جرح الشخص
يوجد العديد من الطرق والأساليب التي يجب اتباعها لتساعد الشخص على نسيان الألم والشخص الذي سبّبه له، ومنها التالي ذكره:
إعطاء الأمر الوقت اللازم
قد يتسرع بعض الناس في نسيان الألم والشخص الذي سبّبه لهم، ولكن يجب عليهم أن يعرفوا أنّ النسيان في مثل هذه الحالات يحتاج إلى وقت، فمن المعروف أن الوقت يساعد على الشفاء وتضميد الجراح وزيادة القدرة على التجاوز، لذا فيجب عليهم أن يعطوا أنفسهم الوقت اللازم لإتمام هذه العمليّة بنجاح، وأن يؤمنوا بأنّهم سوف يتخطّونها بنجاح.
تقبل الأمر
قد يتعرّض بعض الناس للصدمات عندما يوجّه شخص ما الإساءة لهم مسبّباً الألم وخاصّة إذا ما كان شخصاً مهمّاً في حياتهم ويكنّون له الودّ والحب، وهذا شيء طبيعي في البداية، ولكن يجب على الإنسان أن يتقبّل حدوث الأمر من أجل أن يتجاوزه لاحقاً، فالرفض الذي يستعمله عقله للدفاع عنه قد يؤدّي به إلى أن يبقى في حالة الصدمة والإنكار، وعليه في هذه الحالة أن يتحلّى بالثقة اللازمة والقوّة التي تعينه على التجاوز، فتقبل الأمر يعني أن يواجه ما حدث له دون أن يدخل في حالة وهمية وغير حقيقية من عدم التقبل، ومواجهة الحقيقة هي الخطوة الأهم من أجل التغيير نحو الأفضل ومن أجل العمل على النسيان.
إقرأ أيضا:كيف أبتعد عن الشكالاعتناء بالصحّة الجسديّة والعقليّة
قد يلجأ بعض الناس في مثل هذه الحالات غلى إهمال صحّتهم وإرهاق عقولهم في التفكير، ولكن يجب عليهم أن يعلموا أنّ العقل يحتاج إلى الراحة من أجل أن يقوم بمهمّته في معالجة الأمر وتخطّي الألم، وعندما يقوم الإنسان بتنصيب نفسه كأولوية عن طريق الاعتناء بها كممارسة الرياضة واتّباع الأنظمة الصحّيّة، فإنّه سوف ينسى موضوع ألمه مع الوقت.
قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء
يساهم الأشخاص الذين يحبّهم الإنسان في التخفيف من الألم الذي يشعر به بشكل كبير، وخاصّة إذا ما كانوا أشخاصاً إيجابيين يحبّون الضحك والمرح ويرفعون من معنوياته على الدوام، لذا فإن عليه ألا يتجنّب الالتقاء معهم والبقاء منفرداً ووحيداً ومستسلماً للأفكار السيئة، بل عليه أن يخرج ويقضي الوقت معهم، فعندما يرى اهتمامهم به وحبّهم له فإنّه سوف يبدأ بمقارنتهم مع الشخص الذي سبّب له الأذى، وهو ما سيجعله يتوقّف عن إعطائه الأهمية مع مرور الوقت حتّى ينساه تماماً.
التعبير عن الألم
يعتبر التعبير عن الألم من أهم الأشياء التي تساعد الإنسان على التخلّص منه، وذلك يكون عن طريق التحدّث مع الأصدقاء والتعبير لهم عمّا يختلج النفس، أو عن طريق تدوين هذه المشاعر السلبيّة من خلال الكتابة، فهذا قد يساعد مع الوقت على نسيانها بسبب تفريغها وإخراجها من القلب، وهو ما سوف يساعد الفرد أيضاً على فهم مشاعره وتوضيح طبيعة الألم الذي يتعرّض له بالضبط.
إقرأ أيضا:كيف يمكن أن أصل إلى هدفيالمسامحة
تعتبر المسامحة جزءاً مهمّاً من النسيان، فإذا أراد الشخص أن ينسى شخصاً ما فإنّ عليه أولاً أن يقوم بمسامحته؛ وذلك لأنّ مشاعر الغضب تبقى حاضرة في عقل الإنسان ما لم يدعها تذهب، ويجب عليه كذلك أن يسامح نفسه وأن لا يلقي عليها اللوم الذي سوف يثقلها أكثر؛ وذلك للعودة إلى الحياة السعيدة التي كان يعيشها وإكمال مسيره فيها من دون منغصّات.
تجنّب الشعور بالوحدة
إذا كان الشخص مشغولاً بالكثير من الأشياء، وحياته مليئة بالمهمّات والمغامرات، فإنّ هذا سوف يساعده على النسيان وتجاوز الألم، أمّا إذا كانت حياته فارغة من الأشياء المفيدة والتي تشغله وتملأ وقته، فإنّه سوف يشعر بالوحدة الشديدة، وهو أيضاً ما سوف يجعله يواصل التفكير والتذكر بل وقد يقوده هذا إلى أن يصاب بالإحباط، لذا فإنّ عليه أن يملأ وقته بالأشياء التي يحبّها من أجل التجاوز السريع، وتجنّب الشعور بالوحدة التي تزيد من حدّة الموضوع.
عدم الملاحقة
تعتبر الملاحقة من أهم المعيقات التي تحول بين الإنسان والنسيان، وتكون الملاحقة عن طريق تتبع أخبار الشخص الآخر ومحاولة معرفة ما هو جديده على الدوام بشتى الطرق والوسائل الممكنة والمتاحة، وإبقاء الفضول نحو معرفة تفاصيل حياته المختلفة، ويكمن ضرر التتبّع المستمر في إبقاء هذا الشخص في بال الإنسان مما لا يسمح لعقله أن يأخذ مساحته للقيام بعمله ومسح الآخر شيئاً فشيئاً، وقد يتحوّل هذا إلى وسواس يلاحقه، فيستمرّ في هذا الأمر ويصبح غير قادر على التوقف، وهو ما يؤدّي إلى إبقاء الشخص جزءاً من حياته.
إقرأ أيضا:كيفية تطبيق قانون الجذبعدم المقارنة
قد يلجأ بعض الناس إلى مقارنة حياتهم الحالية بحياتهم مع الأشخاص الذين كانوا معهم وسبّبوا لهم الألم، وهو ما يعيق عمليّة النسيان والتجاوز؛ وذلك لأنّ الإنسان يعمد إلى تضخيم صورة الآخر عندما يرحل ويكون بعيداً، فقد يراه أجمل وأفضل وقد يتمنّى رجوعه ممّا يؤدّي إلى الندم على قرار الانفصال، وهو ما يسبّب له المزيد من الأسى.
قطع التواصل
يجب على الفرد الذي يريد نسيان شخصاً ما أن يقطع التواصل معه بشكل كلّي ونهائي وأن لا يحاول التحدّث معه مهما كان السبب، وهذا ما قد يبدو صعباً في البداية إلا أن له آثاؤه الإيجابية على المدى البعيد، فانعدام التواصل يسهم في دفع العقل إلى النسيان وتقبّل الحياة دون الشخص الآخر.