تربية طائر الكناري
اختيار طائر الكناري
يُمكن الحصول على طيور الكناري من متاجر الحيوانات الأليفة، ولكن يُفضّل شراؤها من المُربّي مباشرةً للحصول على طيور مميزة وفريدة من نوعها، كما يُفضّل شراء الطيور صغيرة السن حتّى يتمّ امتلاكها لفترة أطول، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ ذكور الكناري وحدها تتمكّن من الغناء، وبالرغم من أنّ بعض الإناث يُمكنها الغناء إلّا أنّ أغانيها لا تكون متنوعةً أو عذبةً مثل أغاني الذكور.
تجهيز قفص طائر الكناري
يجب مراعاة أن يكون قفص طائر الكناري واسعاً بحيث لا يقل عرضه عن 51 سم تقريباً؛ لتوفير مساحة كافية يُمكن للطائر الطيران فيها وممارسة التمارين بحريّة، ومن المزايا الأخرى للقفص الواسع أنّه يوفّر مساحةً كافيةً لتنظيم الأوعية المستخدمة لتقديم الماء والطعام للكناري بحيث تكون بعيدةً عن المجاثم؛ لأنّ وجود الأوعية تحت المجاثم يجعلها عرضةً للتلوّث بزرق الطيور، ويجب أن يحتوي القفص على مجثمين على الأقل، كما يُفضّل تجنّب الأقفاص المستديرة لأنّ الكناري يشعر بالأمان أكثر في الأقفاص التي تحتوي على زوايا، ومع ذلك يُمكن اختيار قفص مستدير إذا كان قطره لا يقل عن 91 سم تقريباً، أمّا المسافة بين قضبان القفص فيجب ألّا تزيد عن 1.27 سم حتّى لا يعلق رأس الكناري بينها.
إقرأ أيضا:معلومات عن الصقوريُنصح بشراء بطانة خاصة بأقفاص الطيور أو تبطين قفص الكناري بأكواز الذرة، أو الورق المعاد تدويره، أو أوراق الجرائد، أو الورق الماصّ، وتغيير البطانة كلّما تبلّلت، كما يُفضّل شراء قفص مزوّد بصينية قابلة للانزلاق أو قاعدة قابلة للفصل لسهولة تنظيفها، ووضع شبكة معدنيّة فوق قاعدة القفص حتّى لا تُلامس أرجل الكناري الفضلات، كما يُمكن تبطين درج الفضلات بالورق لتسهيل تنظيفه وتجنّب تلوّثه، ويُشار إلى إمكانية تجميع زرق الطيور واستخدامه كسماد للتربة.
ينصح خبراء تربية طيور الكناري بتعليق قفص الكناري على حامل بحيث يكون ارتفاعه على مستوى العين، أو على ارتفاع حوالي 183سم عن الأرض، ووضعه بالقرب من جدار واحد على الأقل لتعزيز شعور الكناري بالأمان، والتأكّد أن يكون القفص في مكان جيّد الإضاءة والتهوية وبعيداً عن تيارات الهواء وأشعة الشمس المباشرة، ويُنصح أيضاً بتزويد القفص بأرجوحة، ومرايا، وأجراس، وألعاب خشبية أو أكريليكية لتسلية الكناري مع مراعاة وضعها بطريقة لا تُعيق طيرانه، كما تحتاج طيور الكناري للطيران بحريّة بين فترة وأخرى لتستمتع بوقتها، لذلك يُنصح بإغلاق الغرفة، والتأكّد من خلوّها من الحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط، أو الأطفال، أو المواقد الساخنة، والسماح لها بالطيران داخلها مرّةً كلّ أسبوع، ولتجنّب حوادث اصطدام الكناري يُنصح بتغطية جميع النوافذ والمرايا.
غذاء طائر الكناري
تتغذّى طيور الكناري البريّة على البذور بشكل رئيسي، وعلى الحشرات والنباتات والثمار خلال المواسم التي لا تتوافر فيها البذور، أمّا طيور الكناري الأليفة فيُمكن أن تُصاب ببعض المشاكل الصحيّة إذا تناولت كميةً كبيرةً من خلطات البذور التي تُباع في متاجر الحيوانات الأليفة لأنّها تكون غنيةً بالدهون والكربوهيدرات، كما أنّها تفتقر للعديد من العناصر الغذائية، لذلك يُنصح باستشارة الطبيب البيطري حول الغذاء المناسب الذي يُحفّز نمو الكناري ويُحافظ على صحته، وتجنّب إطعام الكناري بذور الدّخن التي تكون على شكل رذاذ أو عناقيد، أو عيدان العسل وهي بذور مغطّاة بالعسل والسكر، أو الأغذية التي تُباع لتحسين الغناء أو لتبديل الريش؛ لأنّ كلّ هذه الأغذية هي شكل من أشكال البذور الغنيّة بالدهون، وبدلاً من ذلك يُمكن مساعدة طيور الكناري على الغناء وتبديل ريشها عن طريق إطعامها غذاء متوازن.
إقرأ أيضا:بحث عن الطيوريتكوّن النظام الغذائي الصحي اليومي لطيور الكناري من 1-2 ملعقة صغيرة من البذور المتنوعة، ويكون ما نسبته 20-25% من غذائه اليومي من الفاكهة، والخضراوات، والخضار الورقيّة، ويجب الامتناع عن تقديم الخضار التي تحتوي على كمية كبيرة من الماء مثل الخس والكرفس للكناري لأنّها قليلة القيمة الغذائيّة، وتجنّب إطعامها الأفوكادو نهائيّاً لأنّه قد يكون سامّاً.
تُقدَّم البذور للكناري في أطباق ضحلة، ويُفضّل أن يكون لكلّ طائر طبق خاص به لضمان حصوله على حاجته من الطعام، وإلّا فيجب وضع البذور في طبق كبير الحجم للسماح لجميع الطيور بالأكل في وقت واحد، أمّا الخضار والفاكهة فتوضع في طبق منفصل بعد غسلها جيداً وتقطيعها لقطع صغيرة، كما يجب الامتناع عن تقديم صنف غذائي معيّن لفترة مؤقتة إذا أظهر الطائر ميلاً خاصاً له لتشجيعه على تناول الأصناف الأخرى.
التعامل مع طائر الكناري
تتصف طيور الكناري بأنّها جبانة وعصبيّة، لذلك يجب على المُربّي عدم الاقتراب منها فجأةً، أو الظهور أمامها بمظهر لا يُمكنّها من التعرّف عليه، وللسبب ذاته لا يُنصح بوضعها في قفص واحد مع الطيور العدوانيّة مثل الببغاوات وطيور البادجي، ولكن يُمكن وضعها مع طائر الحسون، كما يُمكن وضع إناث الكناري معاً في قفص واحد لأنّها اجتماعيّة، أمّا الذكور فلا يجب وضعها معاً في قفص واحد إلّا إذا كان كبير الحجم بما يكفي ليكون لكلّ واحد منهم منطقته الخاصة به، ومن الجدير بالذكر أنّ الكناري يحتاج أن يتمّ التواصل معه بصرياً والحديث معه ليكتسب القدرة على التفاعل مع المُربّي، إلّا أنّه لا يُحب أن يُمسكه أحد أو يحمله.
إقرأ أيضا:انواع الكناري
نصائح العناية بطائر الكناري
تبديل الريش عند طائر الكناري
يُبدّل طائر الكناري ريشه مرّةً واحدةً كلّ عام في الظروف الطبيعيّة، إذ يبدأ الريش القديم بالتساقط من أواخر الصيف إلى أوائل فصل الخريف، ويكتمل تكوّن الريش الجديد عادةً خلال عشرة أسابيع، وفي هذه الفترة يتوقف الطائر عن الغناء، ويحتاج في هذه المرحلة للراحة، لذلك يجب إغلاق القفص عليه قبل الموعد المعتاد ليلاً، وعدم إزعاجه خلال النهار بدون داعٍ، وإطعامه بذور زيتية مثل بذور عباد الشمس وبذور الكتان، وإتاحة الفرصة له بالاستحمام أكثر من المعتاد.
العناية بنظافة طائر الكناري
تُحب طيور الكناري الاستحمام، ولذلك يُمكن شراء حوض استحمام خاص بالطيور وتعليقه في القفص، وعند الاستحمام يتمّ ملء الحوض بعمق 2 سم من الماء البارد أو الفاتر؛ لأنّ الماء البارد جداََ يُسبب للكناري القشعريرة، أمّا الماء الحار فقد يؤدّي إلى زوال الزيوت الطبيعيّة عن ريش الكناري، كما يُفضّل أن يكون الاستحمام صباحاً حتّى يجف الريش تماماً خلال النهار، ويحتاج الكناري عادةً للاستحمام مرّتين إلى ثلاث مرّات أسبوعياََ، ومرّة واحدة يومياً خلال فترة تبديل الريش.
يجب تقليم أظافر الكناري من وقتٍ لآخر لمنع تكوّن الحواف الحادة، وليتمكّن الطائر من إبقاء أصابعه مُسطحّةً على الأرض، وقبل قص الأظافر يجب إمساك الطائر وتثبيته دون الضغط على بطنه بحيث يكون ظهره على راحة اليد، ووضع رأسه بين الإبهام والسبّابة، أو بين السبّابة والوسطى، ويُفضّل ترك هذه المهمّة للطبيب البيطري أو لشخص محترف للمحافظة على سلامة الطائر وضمان عدم تعرّضه للجروح، ويُمكن تقليل عدد مرّات تقليم أظافر الكناري عن طريق تزويد القفص بأسطح خشنة يُمكن للكناري فرك أظافره بها مثل الأرضيات الخرسانيّة أو المجاثم الرمليّة.
يُعرف الكناري بأنّه حسّاس للسموم بجميع أنواعها، لذلك لا بدّ من شطف أدوات الكناري جيداََ بعد غسلها للتخلّص من آثار المنظفات، واستخدام مجاثم من فروع أشجار طبيعيّة من نوع غير سام بعد غسلها جيداً، وعدم استخدام أرضيات ومجاثم يُمكن أن تُسبّب تقرّحات الأقدام، والامتناع عن استخدام العطور ومُعطّرات الجو وأيّ منتجات لها رائحة قوية بالقرب منه.
أمراض قد تُصيب طائر الكناري
تتصف طيور الكناري بالقوة، إلّا أنّها قد تتعرّض للأمراض نتيجة تناولها غذاء غير متوازن، أو عند إهمال نظافتها، أو عند تعرّضها للتيارات الهوائيّة، أو لدغات البعوض التي قد تكون قاتلةً بالنسبة لها، وللمحافظة على صحة الكناري لا بدّ من العناية بنوعيّة غذائه، والسماح له بممارسة التمارين الرياضيّة، وإغلاق النوافذ لمنع دخول البعوض، كما يُنصح بجمع فضلات الكناري وتحليلها للتأكّد من سلامته وعدم إصابته ببعض المشاكل الصحيّة.
يُمكن الاستدلال على إصابة الكناري بالمرض عن طريق مراقبة التغيّرات التي قد تطرأ عليه مثل فقدان الوزن، واللهاث، وتغيّر لون الزرق ليظهر بألوان أخرى غير الأبيض أو الأسود، وتكتّل الريش، وفقدان الشهيّة، وتبديل الريش في غير موسمه، والامتناع عن الغناء، وظهور علامات التعب والإنهاك عليه، ومن الأمراض والإصابات الشائعة التي يتعرّض لها الكناري، كسور الأجنحة والساقين، والجروح، وتضخّم الأظافر والمنقار، ونمو الريش للداخل، ونتف الطائر لريشه، وغيار الريش الكاذب الناتج عن سوء التغذية، والإسهال، والإمساك، واحتباس البيض، ونزلات البرد، والصلع، وضربة الشمس، والارتجاج في المخ، والإصابة بالعث، وتشنجات الأرجل الناتجة عن صغر القفص، والتهاب العيون، والأورام.
يجب عزل طائر الكناري في قفص منفصل عند ظهور أحد أعراض المرض عليه، وتغطية القفص من جميع الجهات باستثناء الجهة الأماميّة، والتخلّص من المجاثم، وتزويد القفص بمصباح كهربائي أو وسادة تدفئة للمحافظة على ثبات درجة حرارة القفص عند 29 درجة مئويّة، وفي حال لم تتحسّن حالة الطائر خلال ساعات يجب أخذه للطبيب البيطري.
طائر الكناري
ينتمي طائر الكناري إلى نوع “Serinus canaria”، وجنس النغر، وفصيلة الشرشوريات، ورتبة العصفوريات أو الجواثم، وطائفة الطيور، وشعبة الحبليات، ومملكة الحيوانات، ويُسمّى طائر الكناري بهذا الاسم نسبةََ إلى جزر الكناري التي تُعدّ الموطن الأصلي له، ولمزيد من الدقة فهو يُسمّى تحديداً على اسم الكلاب التي كان يحتفظ بها سكان جزر الكناري، حيث إنّ كلمة كناري (بالإنجليزيّة: Canary) مشتقة من الكلمة اللاتينيّة “canis” التي تدل على كلمة كلاب، وقد أثار طائر الكناري البري الأصلي بلونه الأخضر – باستثناء الأجزاء السفلية صفراء اللون-، وغنائه الجميل إعجاب الأوروبيين الذين بدأوا باستيراده وتكثيره ممّا أدّى إلى ظهور سلالات من طيور الكناري البرتقاليّة والبيضاء والحمراء والصفراء التي لا تُشبه بعضها البعض ولا تُشبه الكناري البري الأصلي أيضاً، وتُعد طيور الكناري من الطيور المفضّلة لمحبّي تربية الطيور الأليفة فهي متوافرة بأشكال وأحجام متنوعة وبأسعار مناسبة، كما أنّها طيور ممتعة، وقنوعة، وقليلة الطلبات، والأهم من كلّ ذلك قدرتها على الغناء وإصدار أصوات جميلة ومتنوعة.
تُصنّف طيور الكناري إلى ثلاثة أنواع تبعاً للهدف من تربيتها، فهناك الكناري الذي يتمّ تكثيره للحصول على طيور كناري بألوان متنوعة ويُسمّى الكناري الملوّن؛ مثل الكناري ذي العامل الأحمر الذي يتدرّج لون ريشه من البرتقالي الفاتح جداً إلى النحاسي إلى البرتقالي الداكن إلى الأحمر، أمّا النوع الثاني فهو الكناري الذي يُربّى خصيصاً من أجل الأغاني التي يُصدرها، ويُسمّى “Roller canary” ومن الأمثلة عليه الكناري المُغنّي الأمريكي، والووتر سلاجر، والتيمبرادو الإسباني، أمّا النّوع الأخير فهو طيور الكناري التي تُربّى للحصول على طيور بخصائص محددة من حيث الشكل والحجم؛ مثل “Belgian Fancy Canary”، والبوردر، و”Fife Fancy Canary”، والكناري المقمبز، والجلوستر، والنورويتش، وكناري الليزرد، والستافورد، وكناري يوركشاير.